أيّار وسفر التكوين... خلقوا ب١٦ أيلول-بلال ياسين مميز

أيّار وسفر التكوين... خلقوا ب١٦ أيلول

١٦ أيلول سنة ١٩٨٢، انطلقت جبهة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة التي أجبرت العدو الصهيوني على الإنسحاب من بيروت، جمّول رسمت بدماء شهدائها طريقاً لا مفرّ منه بقهر من صنّف نفسه "جيشا لا يقهر" ليأتي خمس وعشرين أيّار قائلاً ها نحن نسير على طريقٍ رُسمت لنا، ها نحن نزرع المزيد من الشهداء، ها نحن نقبّل دماءً حرّرت لبنان،ونكلّل ذكرى جمول بتحرير جنوبنا وأرضنا.

ها نحن نحيي ذكرى التحرير، ذكرى زمن المقاومين، ذكرى النور الوحيد في بلد اجتاحته الظلمة، فمن زرع مقاومة وحصد تحريراً كان يقابله من يزرعون نظاماً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً على مقاس دمويتهم وحبّهم الأوحد للمال والسلطة، فيحصدون مشاريع استعماريّة، حتّى من كان يوماً رافعاً البندقيّة في وجه العدو ويصنّف نفسه اليوم مقاومة، دخل في دوامة الإحتلال الداخلي المسمّى "دولة" الذّي أغرق الشعب اللبنانيّ واحتل كل ما لديه من موارد وطاقات في خدمة الصفقات والمصالح الضيّقة. 

نصّبت السلطة اللبنانيّة نفسها احتلالاً على الشعب اللبنانيّ، فهي تحتلّ إرادته ورأيه بالتغيير عبر الإستزلام ومنطق الزبائنيّة السياسيّة والطائفيّة التي تضمن جوع المواطن وتضمن لأهل السلطة بقاءهم مصدر العيش الوحيد له، فلا قطاعات إنتاج ولا فرص عمل ولا بنى تحتيّة ولا أدنى حقوق المواطن، إحتلال الشعب لا يكون فقط عسكرياً، بل من الممكن أن يكون احتلالاً سياسياً يضمن اعادة انتاج رؤوس الفساد. 

في ذكرى التحرير، نؤكد أن معركتنا ستبقى مع العدو الصهيوني ومشروعه الاستعماري في المنطقة بالتوازي مع تأكيدنا على وقوفنا ضد العدو والإحتلال الداخلي الذّي خدم وسيبقى يخدم قوى الإستعمار التي تسعى لتقسيم الشعوب وفرض سياساتها الرأسماليّة الوحشيّة.

الأكثر قراءة