العراق تُكسر عينه من قبل اهله...
مقابلة مع سكرتير اتحاد الشبيبية العراقي حسين حبيب
بشار علي
وفي إحدى المقابلات، سألت مقدّمة البرنامج الجواهري: "من أي بلد أنت؟"
فأجابها: "أنا من الـعــُراق".
ضحكت المقدّمة قائلةً: "لكن كلمة العراق لا تُلفظ بالضم بل بالكسر".
حينها قال الجواهري: "يعز عليّ أن أكسر عين العراق لأنّ عين العراق لا تُكسر ابداً".
ما قبل ازمة الكورونا،أجري استطلاع شامل للرأي في العراق أعرب العراقيون فيه عن حالة تشاؤم قاتم بشأن مستقبل البلاد. فقد أكد 82 بالمئة من العراقيين أنهم قلقون جدا بشأن تفشي الفساد على أعلى المستويات في البلاد، ورأى 83 بالمئة منهم أن الفساد يزداد سوءا.
بعد انتفاضة الشعب العراقي نهاية العام الماضي ودفع حكومة عبد الهادي للإستقالة، مثل اجراء انتخابات جديدة لم تؤد إلى أي تغيير ملحوظ لأن المطلوب هو إصلاحات بنيوية للنظام السياسي وفي برلمان لم يتحول حتى الآن إلى مؤسسة سياسية قادرة على التشريع وعلى مراقبة أعمال الحكومة ومساءلتها، وتتعايش فيه الكتل المؤيدة للحكومة مع الكتل السياسية المعارضة.
القوى السياسية والدينية في المجتمع العراقي المستفيدة من الوضع الراهن سياسيا واقتصاديا، أصبح لها جذور عميقة، وهي قادرة ، على إعاقة أو تقويض أو حتى تفجير أي محاولة إصلاحية جذرية يمكن أن تهدد ولو نظريا هيمنتها على النظام السياسي. في ظل الأزمة السياسية، المضاف اليها وباء الكورونا، التي يعيشها العراق يشرح لنا سكرتير اتحاد الشبيبة العراقي حسين حبيب الواقع العراقي اليوم.
الأزمة السياسية ودور اليسار
يرى حسيب "ان لا احد يدري ان كان المكلف تشكيل الحكومة الجديدة سيستطيع تشكيل حكومة، ، في توازن هش في الساحة العراقية التي كانت قد شهدت قراراً من البرلمان العراقي يطالب بإنسحاب فوري للقوات الاجنبية ومن ضمنها الأمريكية عقب اغتيال."قاسم سليماني." في هذا السياق نشرت وسائل الإعلام اخباراً عن انسحاب القوات الأمريكية من بعض القواعد الموجودة في العراق، مما يعقد الوضع السياسي المربك أصلاً. يشدد حسيب "ان اليسار يريد رئيس وزراء قوي ومستقل بمهمة اساسية هي اجراء انتخابات نيابية تعيد انتاج السلطة، معبرا عن ارادة من قبل قوى اليسار للمشاركة في السلطة اذا منحهم الشعب العراقي الثقة في الإنتخابات المبكرة".
حول وباء الكورونا: حكومة عاجزة ومجتمع أهلي يملأ الفراغ
بعد الغزو الأميريكي عام 2003 شهد العراق تراجعاً حاداً في القطاعات الخدماتية كافة تحديدا الصحية بسبب الفساد الذي رافق الفترة الماضية، يقف العراقيون اليوم دون جهاز حماية يقيهم ويلات وباء الكورونا. المؤشرات سلبية للغاية حيث ان القطاع الصحي لا يتجاوب بشكل كافٍ، لغياب الإمكانات وعدم توفر التمويل الكافي من قبل لجنة الأزمة التي يرأسها وزير الصحة العراقي مفوضاً من رئيس الحكومة عادل عبد الهادي المستقيل. عداد الإصابات تخطى ال500 ولكن هذه الأرقام لا تعد معيار انحسار بسبب عدد الفحوصات اليومية القليل التي تجرى في العراق، فجزء لا يستهان به من الناس يخاف اجراء الفحص نتيجة الخوف من الحجر الصحي الإلزامي. في سياق متصل فإن الحكومة العراقية المستقيلة بحسب حسيب "وقفت عاجزة بسبب تشرزم المواقف السياسية بين الكتل والأحزاب العراقية، مما اخر اغلاق الحدود بشكل عام، ومع ايران بشكل خاص الذي يعد بلد انتشار واسع للوباء. رغم قرار اغلاق الحدود المتأخر تسرّبت معلومات عن رحلات جوية بين بغداد وطهران بشكل سري وهذا امر خطير بعيدا عن اية حساسيات سياسية".
الصين تقدم مساعدات الى بغداد
يعيش العراقيون ازمة غياب المواد الطبية الضرورية لمواجهة الكورونا من كمامات و مواد تعقيم واجهزة تنفس... بسبب غياب اي استثمار في القطاع الصحي. قدمت بكين الى بغداد مساعدات عاجلة من خلال ارسال طاقم طبي وكمية من المواد الطبية الضرورية لمكافحة وباء الكورونا.
دور اتحاد الشبيبة العراقي في مواجهة الكورونا
يشرح سكرتير الإتحاد حبيب حسيب دورهم بأنه جزء اساسي من عمل اهلي شبابي يقوم به الشباب العراقي من مختلف الأطياف والمذاهب، لتقديم المساعدات اللازمة للناس الملتزمة منازلها خوفا من الكورونا. يعتبر حسيب ان قرار حظر التجول هو امر ضروري ولكنه يفشل نتيجة غياب تأمين المواد الغذائية الى المنازل، مما يدفع الناس لمغادرة منازلهم بحثا عن العمل ولقمة العيش. انطلاقاً من هذه الظروف، بادر الاتحاد الى تشكيل فرق في مختلف المحافظات العراقية لجمع التبرعات وتأمين الحصص الغذائية الى الأسر المحتاجة مهما كانت