حدادة : قرار اميركي -اسرائيلي صدر بتوجيه ضربة وربما احتلال جديد للبنان

نظمت منظمة الحزب الشيوعي اللبناني مهرجانا في بلدة انصار hadadiالجنوبية، لمناسبة ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في حضور شخصيات وفاعليات وحشد من المحازبين والاهالي.

حدادة

وألقى الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة كلمة تطرق في مستهلها الى المخاطر التي تواجهها المنطقة، وقال: "اليوم نعيش ظروفا اسوأ من ظروف العام 1982 حيث يطل علينا محور شرم الشيخ الذي يسعى الى القضاء على القضية الفلسطينية، وهو يغطي القرار الاميركي باجراء المفاوضات المباشرة التي يستهدف منها الاميركي والاسرائيلي انهاء القضية الفلسطينية والحق الوطني الفلسطيني في العودة وفي تأسيس الدولة الوطنية في فلسطين، ومن هنا كونوا خلفيتهم العربية عبر محور شرم الشيخ، محور التآمر والاستسلام".

وتابع: "في لبنان لا بد من ان يتم وان يحدث شيء حتى يمر هذا الاتفاق، فلبنان معقل تاريخي بحكم طبيعته السياسية وتاريخه لانواع المقاومة. لهذه المشاريع الاميركية -الاسرائيلية ومن اجل ذلك لا بد من ان يكون لبنان ساحة تمهيد لهذه الخطوة -المجزرة بحق القضية الفلسطينية والتمهيد في لبنان لا يمكن الا يتم الا عبر الفتنة، عبر افتعال فتنة تخلق ظروفا لصدام اهلي لا ينحصر في لبنان بل قد يتطور الى كل المنطقة لالغاء نهائي لقضية الصراع العربي -الاسرائيلي وابداله بانواع اخرى من الصراعات ذات الطابع المذهبي او العرقي".

واشار في قراءته الراهنة للوضع "ان قرارا اميركيا -اسرائيليا قد صدر بموافقة وبتغطية من محور شرم الشيخ بتوجيه ضربة وربما احتلال للبنان مرة جديدة، وان العدوان قرار متخذ من قبل المحور الاسرائيلي -الاميركي - الشرم شيخي، ولكن التوقيت ينتظر ربما تمهيد الارض اللبنانية لكي تستوعب امكانات نجاح هذا الاحتلال وهذا العدوان حتى لا يتعرض لما تعرض له في تموز 2006".

ولفت الى "تكرار ظروف اطلاق المقاومة الوطنية في العام 1982اليوم، والاهم انه كما استفاد العدوان من انهيار عدوانه في تموز 2006 وعاد الى منطق تشجيع الفتنة عبر المحكمة الدولية او عبر غيرها من الادوات، هل يمكن لمن يفترض به وهو بالذات في شكل اساسي مقاومة هذا الاحتلال ان لا يستفيد من هذه التجربة واخطائها وانجازاتها وهذه هي دعوتنا اليوم".

اضاف: "لبنان معرض مرة جديدة للعدوان، ولكي يتم العدوان يجب ان تسبقه فتنة ولكي تتحقق الفتنة يجب ان يعملوا لمحاولة استدراج بنية المقاومة بتحولاتها التاريخية والحاضرة لكي تكون جزءا من حرب داخلية تسهل على المؤامرة محاصرتها واغراقها في وحول الفتن المذهبية الداخلية".

وقال: "من اجل ذلك فان دعوتنا اليوم واضحة وهي للمعارضة السابقة، وسنكون صريحين في هذا المجال فلم يعد مقبولا ان تبقى المعارضة اللبنانية السابقة بكافة اطيافها مريضة بمرض الانفصام وبشيزوفرانيا السياسة، ولا يمكن لشعبنا اليوم ان يقبل بمنطق مزدوج بالتعاطي مع السلطة السياسية القائمة اليوم، حيث من جهة نحن في الوزارة نفسها مع من ساوم ويساوم مع اميركا ومع العدوان، ومن جهة ثانية نقول انهم يساومون، من جهة نتمسك بالبقاء في الحكومة ومن جهة اخرى نتهم هذه الحكومة وعن حق بالفساد السياسي والقضائي والمالي والاقتصادي والاجتماعي".

وتابع: "لقد قلنا بالامس لرئيس الحكومة سعدالحريري بان رئيس لحكومة يقف امام الناس ويقول لقد خدعنا شهود الزور لمدة 5 سنوات ويكمل طريقه، وقد قلنا له ان هذا غير كاف حيث ان السنوات الخمس الماضية كلفت وطننا دمارا وضحايا وفتنة سياسية وحرب سياسية وافتراء في العلاقة مع الشقيقة سوريا".

ورأى انه "لا يكفي الاعتراف فقط باننا خدعنا بشهود الزور، لانه اذا كنتم خدعتم حقا ودون ارادتكم فاعتقلوا من خدعكم مهما كانت مرتبته ومسؤوليته،اما اذا لم تكونوا قد خدعتم فما عليكم بعد هذا الاعتراف الا الرحيل. واليوم ومن انصار بالذات نكمل المعادلة فنقول للمعارضة المتعايشة مع الخداع في حكومة النفاق الوطني انه كفاكم تكاذب مع اطراف السلطة لانه عندما يتحدث الرئيس سعد الحريري تصفقون له وتقولون له "عفارم عليك".

وقال: "لذا ما عليكم وانتم حريصون على مصير الوطن كما نعتقد وعلى مقاومته وعلى مواجهة المشروع الامبريالي، الا ان تحسموا قضية وجودكم بهذه الحكومة لانها حكومة فساد اقتصادي وحكومة تجويع لابنائنا وحكومة زيادة الضرائب وتبرير نهب ال11 مليار دولار الذين صرفوا من دون مبرر في خلال السنوات الماضية، وهي حكومة وأد الاصلاح السياسي والعودة بالبلد الى انظمة انتخابية وسياسية جاهلية تمنع تطور شبابنا وتدفع بهم يوميا الى الهجرة او الى الارتزاق، وهي حكومة الفساد القضائي التي تعانون منها اليوم ولا يكفي التظاهرات الى مطار بيروت، بل ما هو موقفكم من وجودكم الى جانب وزير العدل".

وختم حدادة مشددا على ان "المقاومة بكل فئاتها وبكل القوة التي اكتسبتها في خلال فترة نضالها الماضي وباستمرارها بالحاضر ونظرتها الى المستقبل لا يمكن ان تكون ولا ننظر اليها منتصرة الا كما شاء لها مؤسسوها وعبر عنها جورج حاوي بقوله الشهير المقاومة اداة للتحرير ورافعة للتغيير الديموقراطي، فاذا لم تستكمل مهمة التحرير بمهمة التغيير الديموقراطي وبتأمين سعادة الشعب ورفاهيته فان هذه المقاومة ستحاصر من قبل النظام الطائفي مجددا وستتحول انظمتنا واقتصادنا وزعماء الطوائف والمذاهب الى رديف بالارادة او بدونها للاعتداءات الاسرائيلية والاميركية على وطننا".

آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة