نفذ اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني اعتصاماً في ساحة رياض الصلح تحت عنوان "نريد رغيفنا المسلوب"، وذلك وسط اجراءات أمنية مشددة، بعد ان تمت ازالة السواتر الحديدة التي كانت توضع عادة، واستبدلت بالعشرات من عناصر فوج الفهود واطفائيتان وعدد من الآليات العسكرية. وقد شارك في الاعتصام، كل من الحزب الشيوعي اللبناني، والمرابطون، وعدد من النقابات.
وقد حمل المعتصمون لافتات جاء فيها "أمموا رغيف الخبز"، "صوت رغيفك بيرعب عروشهم"، "لا للغلاء يا حكومة الحرامية"، "نريد كهرباء، نريد مياه، نريد رغيفنا، كيف يعيش الفقراء وسط الغلاء الفاحش؟".
كلمة الاتحاد
وقد تلا احسان دبوق كلمة اتحاد الشباب الديمقراطي وجاء فيها "سيبدأ شهر جديد، ورغيفنا لا يزال مسلوباً. وقد قلنا وسنكرر لن نترك هذا الرغيف يضيع من أفواه الفقراء، فيا أيها الوزير، يا وزير الاقتصاد والتجارة، يا صاحب المليارات، يا صاحب السيارات الفخمة، والمنازل الضخمة، لن نترك هذا الرغيف يضيع من أفواه الفقراء.
43 مليون دولار سرقت سابقاً من جيوبنا لدعم مافيات المطاحن والأفران، والحكومة كانت تتفرج، يخرج وزير بتصريح علني ليقول أن فعل السرقة قد تم، ولا من أحد يتحرك، يخرج مسؤولون، سياسيون، صحافيون، ويقولون أن المال العام قد هدر، ولا أحد يتحرك... هل نحن في دولة أم مزرعة ذئاب؟
يا أيها الوزير، نحن نعلم، نعرف أن قرار دعم المطاحن الذي حصلت عليه من مجلس الوزراء كان مقيّداً بشرط وهو الابقاء على سعر ربطة الخبز ووزنها على ما هو عليه، حصلت على القرار، دعمت مافياتك، ورفعت سعر ربطة الخبز! ألا يوجد من يحاسب؟ من يساءل؟
أيها الوزير، نحن نعلم، نعرف أن صفقات القمح تحولت الى نفط لديكم، أصبح دعم القمح للفقراء مادة لتغذية جيوب المطاحن والافران، ورفع سعر ربطة الخبز مادة لزيادة ثروات هؤلاء... وأنت؟ أين أنت من هذه السرقات المعلنة؟
تعتبر أن من يشن حرباً على سرقة رغيف الخبز هو متآمر على الدولة؟ أنه يريد ان يعيد الدعم الى أصحاب المطاحن والأفران؟ هل هذه مزحة؟ هل تحاول أن تضلل الرأي العام كما فعلت في بيانك الشهير الذي ادعيت فيه أنك أبقيت على سعر الخبز ووزن الربطة على ما هو عليه في حين أنك رفعته؟
كلا، إن كنا نريد الدعم، فنريده فقط للفقراء، فلتحدد الأفران والمطاحن حجم الطحين المستخدم في صناعة الخبز العربي، فلتلزمها أيها الأمير بقرار ليحدد هذا الحجم لتدعمه... أم أن المافيات أقوى منك؟
كلا، إن كنا نريد شيئاً، فهو أن تحدد أرباح المطاحن والأفران، فليعرف حجم هذه الارباح، لكي لا يطلوا علينا ببطونهم العارمة ويحاولون اقناعنا بأنهم "يخسرون"!
كلا، إن كنا نريد شيئاً، فهو أن تقول لنا لماذا لم تخفّض سعر الخبز حين تراجع سعر القمح عالمياً الى أكثر من النصف، ولماذا تريد ان ترفع السعر مع انه لم يصل الى المستوى الذي على اساسه خفضت وزن الربطة من 1300 الى 1120 غراماً في السابق.
كلا، إن كنا نريد شيئاً، فهو أن نعلم ما هو هذا الخبز الذي نأكله، ولماذا مصلحة حماية المستهلك ووزارة الاقتصاد تشن ثورة على من يقول أن هذا الخبز ملغوم بالصراصير والأوساخ، وأن وزن ربطة الخبز أصبح أقل من 1000 غرام.
أيها الوزير، قبل أن تصف بالفساد من يدافع عن الفقراء ورغيفهم، نطلب منك أن تفتح لنا راحتيك، حيث سنجد بينهما من دون شك، رغيفنا المسلوب
الحزب الشيوعي
أما كلمة الحزب الشيوعي اللبناني فقد تلاها رباح شحرور وجاء فيها "بداية أتوجه بتحية كبيرة إلى الرفاق في اتحاد الشباب الديموقراطي على ما يقومون به من تحركات على امتداد الوطن.
باسم الحزب الشيوعي اللبناني أتوجه إلى كافة المواطنين بمختلف انتماءاتهم السياسية والطائفية، لا تسمحوا لأي طرف بمصادرة لقمة عيشكم فكل هذه الطبقة السياسية الحاكمة التي تناوبت على السلطة منذ عشرات السنين مسؤولة عن تدهور الوضع الاقتصادي وعن إفقاركم نتيجة سياساتهم الضريبية التي يضعونها على كاهل المواطن تحت حجة العجز في خزينة الدولة حتى وصل بهم الأمر إلى سرقة رغيف الخبز من أمام المواطن الذي يعاني الويلات نتيجة سياساتهم الفاسدة واستغلال السلطة لملء جيوبهم وتشييد قصورهم على حساب المواطن اللبناني، وإذا بهم اليوم بعد كل الذي يجري من وضع اقتصادي صعب يطال كافة شرائح المجتمع لم يحركوا ساكناً بل وأكثر، يلهون الرأي العام بتمويل المحكمة الدولية وشهود الزور. وهنا لا بد لنا من أن نقول لكافة المواطنين أن شاهد الزور الأكبر اليوم هو هذا المجلس النيابي الذي لم يحاسب الحكومة المتآمرة على حياة الشعب ولقمة عيشه، وهو المجلس الذي يفترض به أن يكون الحامي والمدافع عن حقوق الناس فإذا به متواطئ هو أيضاً إلى جانب هذه الحكومة على ضرب مصالح الفئات الشعبية.
وأيضاً لا بد من توجيه سؤال إلى ما يسمى الاتحاد العمالي العام أين هو اليوم من كل ما يجري بحق الطبقات الفقيرة؟
المرابطون
وتكلمت باسم المرابطون زينة شاملي، وقالت "أتينا لنعتصم لأن الشعب يدفع من جيبه أكثر من 50 مليون دولار سنوياً نتيجة خفض سعر ربطة الخبز 161 ليرة، فلأي مافيا ستذهب هذه الأموال؟ اذا كنتم تعتقون أن لا طائفة لرغيف الخبز فأنتم مخطئون، فالشعب اللبناني الفقير كله ينتمي الى طائفة الرغيف، لذلك سنقاوم غلاء الخبز، وسنقاوم سرقة الاغنياء للفقراء، ونريد ان نعلم هذه السرقة التي تحصل الى أي زعيم أو نافذ في الدولة تذهب؟ إن شعب لا يتحرر من المافيات ومن الفقر لا يستطيع مقاومة الصهاينة والمشاريع الاستعمارية، فانتفض ايها الشعب ضد من يأخذ من فم اولادكم قوتهم اليومي، وكما أخذ الرغيف بالقوة لن يسترد بغير القوة.
النقابات
وألقى رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاتسرو عبد الله كلمة، دعا فيها الى وقف السياسات الافقارية التي تقوم بها الحكومة، وخفض اسعار السلع والحاجيات الأساسية، داعياً الى المشاركة في المظاهرة التي يقيمها الاتحاد الوطني في 17 الجاري التي ستنطلق من امام مركز الاتحاد الوطني للنقابات في الكولا، تحت عنوان " رفضاً للسياسات الإفقارية بحق المواطن".
كما كانت كلمة للنقابي علي محي الدين، الذي أشار الى تراجع الدولة عن مسؤولياتها الاجتماعية، وتدهور الحالة الاقتصادية والمعيشية للمواطنين بفعل سياسات تهدف الى افقاره وتجويعه، وما رفع سعر الخبز سوى جزء من هذه السياسات.