جمول...كانت ولا تزال

جمول...كانت و لا تزال

هي جبهة المقاومة الوطنيّة اللّبنانيّة، جبهة الانسان الحقّ. يوم التحق الرّفاق بالجبهة الشعبيّة خارج ايّ قيدٍ طائفيٍّ كان او مناطقيّ لتلبية الواجب الانسانيّ صوناً للحريّة في وجه المشروع الصهيونيّ الغاصب و الامبرياليّة المولّدة له. و لم يكن التحاق التقدميّين الّا التزاماً بواجب التصدّي للرجعيّة و الاستعمار في الدّاخل و الخارج عبر كلّ الطرق الضروريّة و مهما كلّف الامر حفاظاً على الغد لا بل خلق آخر جديد.

هي ليست حدثاً نحييه في كل عام بل دفقاً خفّاق في فكر و عمل كلّ يساريٍّ عضويّ، هي الدّليل انّ المقاومة و التغيير لا يتمّان بإسقاطٍ بل بمدّ الشعب و دفعه الثوريّ المنطلق من صلب الواقع الماديّ. و انّ المقاومة ليست حيّزاً يُرتهن بل ردّة فعل المظلومين و المقموعين في كلّ اصقاع الارض و قضاياها للانسان اينما وجد.

لعلّ ما يميّز جمول انّها لم تكن ردة فعلٍ آنية تزول مع اندثار الخطر او انّه تم استحداثها من عدم بل كانت هناك حاجة لتنظيمٍ مسلّح يرّد الرّصاص بالرّصاص و كان الردّ وافياً لكنّ الاهمّ هو انّ من قام بها يخوض معركةً حتميّة جذريّةً في كلّ حين ضد الرأسماليّة و انظمتها مع الطبقات العاملة فالخندق و النقابة كلاهما تنظيمان ثوريّان ضروريّان لتحقيق العدالة الاجتماعيّة للفئات المهمّشة.

انّ التغيير مشروطٌ بتكامل النظريّ و العمليّ فجاءت جمول لتترجم جذريّاً هذا الشرط و لتبرهن لقوى التغيير كافة انّ لا مساومةً على المبادىء و الاهداف و لا انتقاصاً من اجل الديبلوماسيّة الرّاهنة و المسايسة. لتعود هذه القوى و تنصهر مع الشعب مستمدّةً الشرعيّة الوحيدة و لتنطلق كما في السادس عشر من ايلول باتّجاه التحرير الحقيقيّ و الكامل للارض و الانسان.

الى من حمل السلاح في الامس لنحمل القلم اليوم...الى القادة و المقاتلين، الى الشهداء و الجرحى، الى المحرّرين و الاسرى كلّ التحايا و مروج الورد !

 

 

الأكثر قراءة