"خبز، حرية، كرامة وطنية"، "عيشتوني بالتعتير، ضاريبكم عالفقير/ ما بنخلص من هالحالة/ إلا بتحقيق التغيير"، " يا حكومة جوعتينا/ تنحمل ما عاد فينا/ من الربطة سرقتي رغيف/ وأصلاً ما بتكفينا"، "يا شباب التموا التموا/ بيكفينا فقر وتعتير والدولة بلا ضمير/ بيكفينا ذل وجوع/ وعن مطلبنا ما فيه رجوع" ، "بيقولوا في سرقة كتير/ ما حكموا ولا حرامي/ العامل كيف بدو يرتاح؟هو ورفقيه الفلاح". بهذه الشعارات علّت صرخات الاتحاديون والشيوعيون لتكسر صمت ساحات لبنان الآذارية. حيث نظم قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني واتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني ، مسيرة حاشدة بعنوان "دافع عن لقمة عيشك"، انطلقت من منطقة الكولا - ساحة الشهيد جورج حاوي، مروراً بالاونيسكو، مار الياس والبسطة حتى السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح.التظاهرة كانت قد أقرت في عهد حكومة الحريري، وبالرغم من إقالتها، إلا ان المتظاهرون يعلمون مسبقاً ان سياسات الحكومة اللبنانية لم ولن تنصفهم يوماً، لذلك نضالهم مسمتر .لم تشكل برودة الطقس والأمطار الغزيرة عائقاً أمام مشاركة المتظاهرين، بل ان لهيب ثورات تونس ومصر زادتهم حماسة وأصراراً. أتوا من مختلف المناطق رافعين الرايات الحمراء ويافطات منددة بالسياسات الحكومية المجحفة، والوضع الاقتصادي المتأزم، منها"يا حاكم لبنان، بن علي ناطر حكام"، و"بو عزيزي ضحى وقال: لا ذل ولا استغلال"،.. هتفوا وصرخوا على أمل ان يستفيق الشعب اللبناني من كبوته. فهل يستجيب شعب لبنان، كما استجاب شعب تونس و مصر لنداء الحياة ؟ متيركبعد النشيد الوطني، ألقى رئيس منظمة اتحاد الشباب الديمقراطي علي متيرك كلمة مشيراً الى أن "هذا التحرك يعبّر عن رفض النظام السياسي الطائفي لما فيه مصلحة الشعب اللبناني الذي عانى الحرب والتهجير والدمار والضياع ولا زال"، وقال: "تحركنا هذا نتيجة للتحديات الكبيرة والهواجس الكثيرة التي يعيشها المواطن اللبناني بفعل السياسات الاقتصادية التي أنتجت مديونية هائلة تجاوزت كل الخطوط الحمر. ان اعادة بناء الوطن واقتصاده لا تقوم على سياسة الضرائب وخدمة المصارف لأصحاب ذوي النفوذ وضرب القطاعات العامة وتغييب دور الدولة الناظم ومنع الاصلاح الاقتصادي والسياسي وضرب التعليم الرسمي، فأساس أي بناء اقتصادي لا يقوم إلا على إعادة الاعتبار لقطاعي الصناعة والزراعة ودعمهما من أجل تأمين استمرارية العمل وتوفير أكبر عدد من الوظائف للشباب اللبناني ووضع حد للهجرة الدائمة والمستمرة لطاقات الوطن المنتجة".وأضاف "أن التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تستدعي حركة احتجاجية على هذه السياسات الرسمية المتبعة ،عبر فرض بديل حقيقي ذات مشروع انقاذي يقع فيها على الشباب اللبناني مهمة التغيير وإعادة البناء على أسس سليمة لا على أساس تغيير الوجوه". واعتبر أن "فشل او انتكاس التجارب الاقتصادية والاجتماعية التي حاولتها الحكومات السابقة، أو ستعمل على أساسها الحكومة المقبلة، يعود بفعل الارتباط العضوي للنظام اللبناني وتأثره بكل العوامل والمستجدات التي تحصل على المستويين الدولي والاقليمي".وختم متيرك كلمته بالاصرار على متابعة النضال "سنبقى نرفع راية الناس في كل الأوقات وفي كل ساحات الوطن بعيداً من أي قسر وافتعال. هكذا فعل الشعب التونسي وبذلك سينتصر الشعب في مصر، وهكذا يتجدد الأمل".السيد بدوره ألقى مسؤول قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني أدهم السيد كلمة رأى فيها أن "النظام اللبناني احترف الفتن والحروب الأهلية، وبعد كل جولة من الاقتتال ندخل تسوية شعارها دائماً، لا غالب ولا مغلوب. هذه التسويات التي تجدد لهذا النظام العفن، فمنذ التسوية الكبرى، الطائف، الى تسوية الدوحة الى الـ " س. س"، نرى كيف ان القييمين على هذا النظام يتقاسمون الحصص، فلكم الاقتصاد ولنا المقاومة. وهذا الشعار مرفوض وهذه الممارسات في حق المقاومة مرفوضة. المقاومة ليست حصة لأحد، هي ملك لكل اللبنانيين ويدافع عنها ويحميها ويقف بجانبها كل اللبنانيين، وانتصاراتها تطال الجميع".وأشار الى أن "السياسات الاقتصادية الفاشلة تجعل فاتورة الكهرباء الأغلى في العالم، وسعر صفيحة البنزين وصلت الى عتبة الـ 36000 ل.ل، وهذه السياسات الاقتصادية لا توفر للشباب أي فرصة عمل، فلا يكون امامهم إلا السفارات أو السعي عند حاشيتكم".وختم السيد كلمته بدعوة الحكومة الجديدة إلى العمل على "تأمين حقنا في ان نتعلم وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة".وختمت التظاهرة بكلمة التجمع اليساري الذي ألقاها كميل داغر.