جورج عبدالله: رهينة الحنين إلى الاستعمار؟

جورج عبدالله: رهينة الحنين إلى الاستعمار؟
28 Oct
2013

ياسمين شوّاف «متمسّكون بلبنان الذي ساهمنا في ولادته ونموّه»، تذكير سريع بالاستعمار وإنجازاته يزين شوارع بيروت وأزقّتها. اختارت إحدى المؤسسات العائدة إلى زمن الإرساليات التبشيرية الفرنسية هذه الجملة لتثقل كاهل اللبنانيين بجميل هم بغنى عنه. قد يُهيأ لفرنسا وممثليها في لبنان أن هذا الأخير لا يزال «محمية» اختيرت لتكون «أمه الحنون». وقد يكون جورج عبدالله رهينة هذه «النوستلجيا» ومثال على محاولات إعادة التمركز والسيطرة. «وين الدولة اللبنانية لتفهِّم الفرنساوية، نحنا بدولة مستقلة، نحنا ما عدنا محمية»، هكذا نادى المعتصمون أمام السفارة الفرنسية أمس، لمناسبة مرور 30 عاماً على اعتقال الأسير جورج عبدالله. تجمع أصدقاء جورج بدعوة من «الحملة الدولية للإفراج عن الأسير اللبناني جورج عبد الله» وندّدوا باستمرار احتجاز الإدارة الفرنسية عبدالله على الرغم من صدور حكم قضائي بالإفراج عنه مطلع العام الحالي. وبذلك أصبح الأسير اللبناني رهينة، أو «مختطفاً» على حد قول الناشطين، لدى الحكومة الفرنسية. وإن تغيّبت الدولة اللبنانية عن ملف عبدالله، لم تتهاون القوى الأمنية مع هؤلاء الذين أرادوا رفع الصوت من أجل حريته. فأقفلت القوى الأمنية جميع المداخل المؤدية إلى السفارة ووضعت حاجزاً حديدياً. كما انتشرت عناصر مكافحة الشغب عند مدخل السفارة، وذلك رغم عدم وجود أي من السفير دوني بييتون أو الديبلوماسيين.وعلى الرغم من أن سلسلة التحركات السابقة لم تحقق أهدافها بقدر ما أمل القيّمون عليها، يؤكد روبير عبد الله، شقيق جورج، أن «التضامن مع أخيه لن يتوقف مهما توالت السنوات والأيام». وتابع: «سنستمر بكل أشكال النضال كي يخرج جورج من السجن». وحيّا «الموقف الصادر عن نواب منتخبين في فرنسا موجّه إلى الرئيس فرنسوا هولاند ويقضي بإطلاق سراح جورج عبد الله»، وأشار إلى أن «هذا الموقف هو خير دليل على أن الإدارة الفرنسية لم تسقط فقط مفاهيم العدالة واستقلالية القضاء، بل أنها أسقطت أيضاً كل مفاهيم الديموقراطية». واستنكر روبير عبد الله «ممارسات الإدارة الفرنسية من أساليب تحايل على القانون من أجل تعطيل قرار إطلاق سراح جورج الصادر عن محكمة تنفيذ الأحكام»، متابعاً: «إن هذه الإدارة مارست بقيادة وزير الداخلية الفرنسي الصهيوني مانويل فالس بحقه ما تمارسه أي عصابة».وصدّق مؤيدو عبدالله في مطالبتهم الدولة التحرك لإبعاد الشبهات عن تبعيتها لفرنسا، التي قد تكون ظنّت أنها، وبعد مرور 70 عاماً على استقلال لبنان، أنها ما تزال تملك حق تقرير مصير الشعوب والتفرد بالقرارات المتعلقة باللبنانيين. ويصادف كل ذلك قبل فترة تقل عن الشهر تفصل عن ذكرى الاستقلال، فهل تكون قضية جورج عبد الله فرصة جديدة للدولة اللبنانية لتثبت استقلالها الفعلي؟

آخر تعديل على Friday, 13 December 2013 10:21

الأكثر قراءة