عيد «الشيوعي»: مجرد طقس احتفالي

عيد «الشيوعي»: مجرد طقس احتفالي
28 Oct
2013

عند مدخل سينما «اريسكو بالاس» في منطقة الصنائع، حيث اقام «الحزب الشيوعي اللبناني» مهرجان الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيسه، ارتفعت لافتة كتبت عليها بطاقة تعريف قديمة جديدة بالحزب: «مقاوم للمخطط الامبريالي الصهيوني، حزب وحدة لبنان وبناء الدولة المدنية الديموقراطية العلمانية»، لينتظم الحضور الشيوعي في قاعة ضاقت بهم وهي التي اعتادت عليهم لا لقلة حضورهم وحسب انما بسبب إلفتها للوجوه التي برغم تقدم معظمها في العمر، قد حافظت على ممارسة طقس سنوي توكيدا للهوية الحمراء.

وعلى جاري عادته، أطل الأمين العام الدكتور خالد حدادة عازفا وحيدا وبكلمة مطولة، استهلها بالاشارة الى ان قيادة الحزب دعت المجلس المركزي الى الانعقاد لصياغة برنامج نضالي متكامل للمؤتمر الحادي عشر للحزب المقرر عقده في العام 2014، مشيراً إلى أن «المطلوب هو إشراك الشيوعيين والديموقراطيين في صياغة وثائق المؤتمر».  المؤتمر سيناقش بطبيعة الحال ازمة الحزب وهي مرتبطة بأزمة البلاد التي قال فيها حدادة اكثر مما قاله في ازمة حزبه. اشار الأمين العام الى ان لبنان «يعيش اليوم أكبر أزماته وهو بدون مجلس وزراء وبمجلس نيابي مشلول، وسط محاولات للعبث بالأجهزة الأمنية وتكوينها ومهامها الوطنية». لم يخرج حدادة عن خطابه التقليدي حين وصف «الطبقة الحاكمة المنهارة» بأنها جلبت للبنان الحروب الاهلية والازمات وحكومات الفساد والهدر والتبعية السياسية والاقتصادية، واورثت المواطنين الفقر والجوع، ومزقتهم طائفيا ومذهبيا، ومنعت عملية الاصلاح». وقال: «هذه الطبقة لا يمكن أن تكون الحل، بل المطلوب بناء دولة وطنية ديموقراطية علمانية مدنية بعيدة عن الاصطفافات المذهبية».  وخلص حدادة للمطالبة بالتغيير الديموقراطي عبر إقرار قانون انتخابي عصري على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي. واعلن وقوف الحزب الى جانب الشعب السوري وحقوقه. وانتقد سياسة النأي بالنفس المتبعة من الدولة اللبنانية، وغمز من قناة «الثورة الفلسطينية»، مطالبا «بالعودة الى سياسة المقاومة بأشكالها كافة، وعدم الانزلاق لمحاور الصراع على التسويات الاقليمية والدولية». المناسبة، وان كانت سياسية وحزبية بامتياز، إلّا انها كانت اجتماعية ايضا «رفاق الدرب يلتقون فقط في المناسبات». عبارة يكررها «رفاق» كثر، في معرض انتقاد الذات والآخرين، «فالشيوعي الذي كان مستعدا مع رفاق آخرين، للتضحية بحياتهم لأجل قضية، لم يعد يجد فعالية على الارض تجمعه برفاقه الا الذكريات النضالية». أما الخطاب «فحدث ولا حرج عن افتقاده للجاذبية». انعقدت الحلقات خارج قاعة المهرجان، وحملت في طياتها نقاشات حزبية يغلب عليها الطابع التنظيمي. الحاضر الابرز في العيد الـ89 هو الراحل محمد دكروب بصورته الكبيرة خلف المنصة وبحرص حدادة على تحيته في كلمته وبكلمة ألقتها ابنة الراحل تانيا وحيّت فيها الحشد الشيوعي، وقدم لها الفنان مارسيل خليفة درعا تقديريا «عربون وفاء لفقيد السنديانة الحمراء». وشمل التكريم أيضا نخبة من قدامى الشيوعيين بينهم المفكر كريم مروة والقيادي المعروف جورج بطل.  وللمناسبة، اقام «الشيوعي» احتفالا في بلدة طيردبا في قضاء صور تحدث فيه عضو القيادة في الجنوب الزميل حسين سعد مستعرضا مسيرة الحزب والمحطات النضالية على اختلافها، وفي مقدمها الدفاع عن القضية الاجتماعية والحريات وإطلاق المقاومة الوطنية والذي دفع في سبيلهما اغلى التضحيات».

آخر تعديل على Friday, 13 December 2013 10:27

الأكثر قراءة