نبكيك رفيقا وصديقا، ونرثيك قائدا مناضلا صادقا بالتزامك الماركسية، وتفانيك بالدفاع عن العدالة والمساواة، وانحيازك لمصالح العمّال والفلاحين بعزيمة لا تلين.كان لي شرف مرافقته ومصادقته ما يزيد عن أربعة عقود. كان الشيوعي الملتزم. امتاز بنكران الذات وكان الوجه النقابي المثابر، عرفه عمّال الأفران الملاذ والمرجع، أسس مع رفاقه «نقابة عمّال المخابز في بيروت وجبل لبنان». وقبل انتزاع الترخيص للنقابة عقدوا الاجتماعات الدورية في حرج بيروت بعيدا عن أعين الاجهزة الأمنية. كما أسس «اتحاد نقابات عمال الأغذية».كان شاعرا للتظاهرات وواحدا من قياداتها المتنوعة، هتافاته عرفتها كل الأفران والساحات والمعامل والمصانع والأحياء. وكان له في كل مناسبة قصيدة تعبر عنها. كان يؤدي كل مهمة حزبية أو نقابية.كلفه الحزب الشيوعي تمثيله في ذكرى شهداء مجزرة حولا، التي ارتكبتها عصابات الصهيونية، فألقى قصيدته في تلك المناسبة واعتقلته السلطة عند عودته حيث كان رجال الأمن في انتظاره عند حاجز تلة النحاس، واقتادوه الى المحكمة العسكرية.وخاض معركة رفع أسعار الخبز في العام 1974 فشكل لجان إدارة الأفران، بعد قرار أصحابها الإضراب، فتأمن الخبز للناس والغلة لأصحاب الأفران، وكانت تظاهرة الرغيف التي دعا اليها «الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين» في 27 آذار 1974. وتراجعت السلطة عن قرارها.نودع أبا طه واحدا من القادة المناضلين في زمن عزّ فيه النضال. نفتقد كامل فقيه أحد الرموز من مجموعة صنعت تاريخا نضاليا عريقا يزخر بالمكاسب والتشريعات.الوفاء من الباقي من المناضلين الحقيقيين الملتزمين بالقضية وبمنظومة القيم لك منا الوفاء.النقابي علي محيي الدين