
كارمن جوخدار«ربع قرنٍ وهو يناضل ليزيح العار عن جبين قضاء بلاده. سيظلّ طيفه كابوساً فوق رؤوس مدّعي الديموقراطية وحقوق الإنسان. تحية للراحل الكبير المحامي جاك فرجيس»، بهذه الكلمات شكر روبير عبدالله المحامي الراحل الذي دافع عن «أخيه» الأسير اللبناني المناضل في السجون الفرنسية جورج ابراهيم عبدالله.رحل فرجيس من دون حضورٍ سياسي في فرنسا، أما في لبنان فاقتصر النشاط الذي نظمته «الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج عبدالله» على تعازٍ أمام السفارة الفرنسية، يوم أمس، من الساعة الخامسة حتى السادسة مساءً.وقد شاركت عائلة جورج وأصدقاؤه بفتح سجلّ تعازٍ بالمحامي الفرنسي والمناضل الأممي جاك فرجيس، الذي رحل في 25 آب، حيث كتب الحاضرون كلمات في «محامي الحق».وأكد روبير عبدالله لـ «السفير» أن «توكيل قضية جورج إلى محامٍ آخر مؤجّل، نظراً لأن القضية سياسية وليست قانونية»، مشيراً إلى أنه «بالرغم من العدد الكبير من الأصدقاء المحامين المتطوّعين للدفاع عن جورج، إلا أن اختيار المحامي مرتبطٌ بالتداخل بين البعدين السياسي والقانوني. وفرجيس كان قد أدرك هذا الأمر وتناوله بامتياز».ولفت عبدالله، الذي وقف حاملاً صورة أخيه ـ كما في كل نشاط ـ إلى «اعتصام احتحاجي سيُنفذ، يوم الأحد في 25 آب، أمام السفارة الأميركية في عوكر عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، لأن الولايات المتحدة، وبعد مرور 29 عاماً على اعتقال عبد الله، لا تزال تتجاهل المحاكمة الجائرة التي تعرّض لها».وأضاف: «لا جديد في ملف جورج. ونحن بتحرّكاتنا القانونية نحاول إبقاء القضية حيّة أمام الرأي العام، مع علمنا المسبق بأن فرنسا لم يعُد لها علاقة، لا من الناحية القانونية ولا حتى من ناحية الرأي العام بملف جورج».من جهتها، كتبت المحامية فداء عبد الفتاح، التي ارتدت ثوب المحاماة، على السجل لزميلها: «لن يبقى ثوبنا هذا سجين قصور العدل التي بات العدل فيها مجهول محل الإقامة».أما المحامي معن فياض، الذي ارتدى أيضاً ثوب المحاماة، فوصف الراحل بـ «الفارس الذي عاش في الدفاع عن الناس». وأشار المحامي وفيق الحاج، الذي شارك بالتعزية، على أن «المحامي فرجيس حاول محو وصمة العار على جبين العدالة الفرنسية. رحمة الله عليه».وأمس جرى تطوّر مهم أعلن عنه «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب»، ان «شكواه المتعلّقة بالمناضل جورج عبدالله سوف تناقش في الدورة الـ 67 لمجموعة الاعتقال التعسفي في مقر الأمم المتحدة في جنيف من 26 وحتى 30 آب 2013». ونوّه المركز بهذه الخطوة المهمة، إلا أنه أسف أن «الغائب الأكبر والصامت هي الحكومة اللبنانية التي شكلت لجنة وزارية ولم تقم بأدنى واجباتها، فأمست الدولة وكأنها بريئة من كل المحاولات الرامية الى تحرير السجين اللبناني». ودعا «مركز الخيام» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور، إلى التوجّه إلى جنيف لعرض القضية، إضافة إلى قضية المخطوفين في أعزاز، أمام الدورة الـ 24 لمجلس حقوق الإنسان التي ستبدأ أعمالها من 9 وحتى 29 أيلول 2013.جريدة السفير