تحت الظلام تسللوا الى سفن الحرية، ظنوا أن العتمة ستمحي آثار جرائمهم، ونهار آخر سيبزغ، سيصمت العالم بأسره، وستبقى غزة محاصرة... راهنوا على الصمت العربي والعالمي فانتصروا، ونحن الشعوب العربية وفاضنا خال الا من بعض التحركات وبعض الصراخ وبعض الاستنكار والشجب. على من نراهن نحن الشعوب؟ على حكام الردّة اللذين يتهافتون للمصالحة والمصافحة واقامة لقاءات العهر والسلام والاستسلام مع الكيان الصهيوني؟ نراهن على أحزاب لا تحيد قيد أنملة عن أبواق زعمائها فتبقى مأسورة في مجزرة الصمت والانصياع؟ نراهن على ملوك وأمراء ورؤوساء ينظمون حفلات تقبيل متنقلة بين مسؤول اسرائيلي وآخر؟
يا رفاقنا وأخواننا على "أسطول الحرية"، من الدول العربية والأجنبية، أنتم اخترتم التفلت من قيود حكوماتكم، أعلنتم بالدم والعزم أن غزة لن تبقى محاصرة، اخترتم الابحار نحو الحرية، كسرتم قالب الاحلام لتصرخوا في وجه حكامكم أن الواقع المر اللذي يعيشه الغزاويين لن تمحيه سوى قبضات الشعوب الحرة، كتبتم تاريخاً جديداً من الصراع، برهنتم للعالم أجمع، لحكوماتكم الخانعة والعميلة أن الكيان الصهيوني قائم على كسر جميع القوانين الانسانية، قائم على التعدي اليومي على حقوق الانسان بالحرية وتقرير مصيره، قائم على تحدي حتى القوانين الدولية وكسرها بالتعدي على أسطول حر لا يزال في المياه الدولية، لا بل يقوم بهذه التجاوزات كلها ليس كردة فعل، وإنما كفعل مبني على تصميم وخطط مسبقة.
وأما بعد مجزرة الحرية، فهل سيبقى العالم صامتاً؟ هل ستبقى الأفعى الأميركية تلوك مبررات الاحتلال والعدوان والجرائم الاسرائيلية بعبارات "محاربة الارهاب"؟ لا بل هل ستبقى معادلة الارهاب قائمة كما هي، في ظل اشهار الكيان الصهيوني وبوقاحة أنه قائم ويستمر على الأفعال الارهابية؟ والسؤال الأهم: هل ستستمر الأنظمة العربية بصمتها اللذي يوازي العمالة على كل ما يرتكبه الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني اللذي لا يريد سوى استعادة أرضه المسلوبة؟
الأيام المقبلة لن تكون هادئة، والتاريخ لن يعود الى الوراء، والصمت لم يعد مبرراً، والمجازر وجرائم الحرب أصبحت لا تحصى، ونحن في اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني نعاهد شهداء أسطول الحرية، وكل الأحرار المبحرين نحو غزة الحرة، اننا لن نستكين، ولن نهدأ وسنقلق راحة السفارات والمنظمات الدولية والحكومات، وسندعم مقاومتكم على طريقتنا.
ومن هنا، نعلن عن المباشرة بالاعتصام المفتوح أمام مبنى الإسكوا من اليوم، تضامناً مع أحرار البحر، ومع شعبنا الغزاوي المحاصر، على أن يكون مقر الاعتصام منطلقاً لتحركات يومية داعمة.
اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني
