المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل تبدأ اليوم... واعتصام رافض في عمان

خاص الموقع

مع الدفعة الدبلوماسية التي يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبدأ الفلسطينيون والاسرائيليون اليوم الخميس محادثات مباشرة تحيط بها شكوك من كل جانب وهجمات المقاومة المتجددة في الضفة الغربية المحتلة.ويجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقر وزارة الخارجية الامريكية ليستأنفا أول محادثات فلسطينية اسرائيلية مباشرة منذ 20 شهرا. ويحاول الجانبان التوصل في غضون عام إلى اتفاق يقيم دولة فلسطينية مستقلة ويوفر الأمن لإسرائيل.

مقامرة سياسية؟وحث أوباما الذي يقامر برأسمال سياسي كبير على محادثات واشنطن قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني الجانبين على الا يضيعا فرصة السلام هذه بعد ان اجتمع مع الجانبين بشكل منفصل في البيت الابيض أمس الاربعاء.وقال أوباما بعد يوم من الدبلوماسية الشخصية لحل صراع واجه أجيالا متعاقبة من الرؤساء الامريكيين "هذه اللحظة التي تلوح فيها فرصة قد لا تأتي قريبا مرة ثانية. وليس بمقدورهم ان يضيعوها من بين أيديهم."كما تعهد أباما أمس الأربعاء بألا يخرج "المتطرفون والرافضون" المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية عن مسارها وهو يفتتح مفاوضات السلام المباشرة التي خيمت عليها اعمال عنف في الشرق الاوسط.وندد أوباما في مستهل جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط وسط شكوك عميقة بشأن فرص نجاحه بالهجوم الذي قتل فيه أربعة مستوطنين اسرائيليين يوم الثلاثاء ووصفه بأنه "قتل وحشي".ومع قرب موعد انتهاء مهلة لتجميد الاستيطان الاسرائيلي في 26 سبتمبر ايلول تخيم هذه العقبة على جو المحادثات. ويمكن أن يمثل انتهاء التجميد الجزئي لبناء مساكن جديدة في المستوطنات اليهودية في 26 سبتمبر بعد أن استمر عشرة أشهر عقبة مبكرة في طريق محادثات السلام.وكان الرئيس الفلسطيني الذي عقد اجتماعا ثنائيا مع أوباما أمس قبل عشاء جماعي قد هدد بالانسحاب من المحادثات إذا استؤنف البناء في الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 .ويجلس الجانبان اليوم الخميس وجها لوجه ليبدآ العمل بعد استقبال حافل في البيت الابيض أمس.وتستضيف وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون المحادثات في وزارة الخارجية ومن المقرر ان تفتحها ببيان تلقيه نحو الساعة العاشرة صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1400 بتوقيت جرينتش).كما من المقرر ان يقدم جورج ميتشل مبعوث السلام الامريكي للشرق الاوسط افادة صحفية بعد المحادثات ليشرح ما تحقق اذا تحقق شيء بالفعل. وظل ميتشل طوال أشهر يقوم بمهام مكوكية بين الجانبين ليمهد الطريق امام انطلاق المفاوضات.والقمة هي أدق مساعي أوباما الدبلوماسية بخصوص الشرق الأوسط لعدة أسباب ليس أقلها رغبته في التوصل الى اتفاق خلال عام.وأمس تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بلهجة تصالحية عن إمكان اقتسام القدس وهي قضية في قلب الصراع المستمر منذ عقود.وقال باراك لصحيفة هاآرتس "القدس الغربية و12 حيا يهوديا يعيش فيها 200 ألف ساكن (إسرائيلي) ستكون لنا."وأضاف قائلا "أما الأحياء العربية التي يعيش فيها زهاء ربع مليون فلسطيني فستكون لهم" في إشارة إلى القدس الشرقية التي استولت عليها إسرائيل من الأردن اثناء حرب 1967 ثم ضمتها اليها في إجراء غير معترف به دوليا.وفي كلمة القاها في وقت لاحق بدا ان نتنياهو خفف لهجته أيضا حيث وصف عباس "بشريكي في السلام" وتعهد بالسعي الى نهاية للصراع "بشكل حاسم ونهائي".لكن نتنياهو أكد أيضا على مطالب اسرائيل بأن يتضمن أي اتفاق سلام ترتيبات أمن لضمان ألا تصبح دولة فلسطينية في المستقبل -والتي قال انها يجب ان تكون منزوعة السلاح- "جيبا للارهاب برعاية ايرانية".وانعدام الثقة بدرجة كبيرة بين الجانبين هو احد اكبر العقبات التي ما زالت قائمة في طريق مسعى أوباما لتحقيق حل الدولتين الذي فشل في تحقيقه كثير ممن سبقوه.وقال نتنياهو بينما كان يقف بجوار أوباما إن اسرائيل ستسعى إلى اتفاق سلام "محوره الحاجة لوضع ترتيبات أمنية قادرة على منع مثل هذا النوع من الارهاب وغيره من التهديدات لأمن اسرائيل."وقد يجعل الهجوم نتنياهو أقل استعدادا للاستجابة لمطلب الفلسطينيين تمديد تجميد البناء في المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية.وبذل معاونو أوباما جهودا مكثفة من أجل التوصل إلى حل وسط.ولم يقدم نتنياهو الذي يرأس حكومة تهيمن عليها أحزاب مؤيدة للمستوطنين مثل حزبه الليكود أي رد نهائي بخصوص الموضوع. لكن مكتبه ذكر أنه أبلغ وزيرة الخارجية الأمريكية مساء الثلاثاء أن موقف حكومته لم يتغير بخصوص انتهاء أمد وقف البناء.وقال مسؤول إسرائيلي كبير يسافر مع نتنياهو تعقيبا على تصريحات باراك "القدس على طاولة المحادثات لكن موقف رئيس الوزراء هو أن القدس يجب أن تظل غير مقسمة."

تحد اسرئيلي بتوسيع المستوطنات

وقبل ساعات من الوقت المقرر لبدء محادثات السلام في واشنطن أعلن مستوطنون يهود خططا اليوم الخميس لإطلاق مشاريع بناء جديدة في مستوطناتهم بالضفة الغربية في اختبار للقوة بينهم وبين النشطاء الفلسطينيين.وقال نفتالي بينيت مدير مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية (ييشع) لرويترز إن المستوطنين سيبدأون بناء منازل ومنشآت عامة في 80 مستوطنة على الأقل في انتهاك للحظر الجزئي الذي أعلنته الحكومة على بناء المنازل في المستوطنات والذي ينتهي في 26 سبتمبر أيلول.وقال بينيت "الفكرة أنه (الحظر) انتهى على أرض الواقع" منتقدا المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية التي ترعاها الولايات المتحدة وذكر أنها تهدف إلى "سلام زائف" ورفض المطالب الفلسطينية بوقف البناء في المستوطنات على الأرض التي يريدون أن يقيموا عليها دولتهم.ومضى بينيت يقول "بمجرد أن يفهموا أن الاسرائيليين موجودون هنا ليبقوا الى الأبد وأنهم يزدادون قوة يوما بعد يوم سيستسلمون."وأنهى المستوطنون -الذين هددوا بإقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ما لم يسمح لهم باستئناف البناء بعد 26 سبتمبر- الحظر من جانب واحد أمس الأربعاء بعد يوم من قتل نشطاء من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أربعة مستوطنين بالرصاص قرب الخليل في الضفة الغربية المحتلة.وتمثل الأحزاب الموالية للمستوطنين أغلبية في الائتلاف اليميني الحاكم الذي يتزعمه نتنياهو وأيد عدد من الوزراء بالفعل مطالب باستئناف البناء في المستوطنات.وبدأت معدات منها مركبات وخلاطات أسمنت العمل أمس في عدة مستوطنات لتمهيد الطريق لإقامة منازل ومراكز تجمع.وقال بينيت إن المستوطنين قرروا مضاعفة عدد مشاريع البناء الجديدة بعد أنباء عن إصابة اثنين من المستوطنين الاسرائيليين في حادث آخر بالضفة الغربية شرقي رام الله الليلة الماضية. وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس مسؤوليتها عن الهجومين.ومضى بينيت يقول "الاختبار الحقيقي بين الإسلام المتشدد للفلسطينيين واسرائيل قائم على أرض الواقع وهو اختبار لمن هو الأقوى ومن سيبقى هنا للأبد."ويعارض الكثير من المستوطنين حل الدولتين الذي تؤيده الولايات المتحدة ويعتبرون الضفة الغربية حقا توراتيا.ويمثل البناء الاستيطاني قضية أساسية في المفاوضات التي تبدأ في واشنطن في وقت لاحق من اليوم بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ نحو عامين.ويطالب الفلسطينيون بوقف كامل لتوسيع المستوطنات حيث يعيش نحو 500 ألف اسرائيلي والتي تعتبرها محكمة العدل الدولية غير مشروعة.وكان المستوطنون يضغطون على نتنياهو حتى قبل الهجومين اللذين شنتهما حماس حتى لا يوافق على تمديد الحظر الجزئي على البناء في مستوطنات الضفة الغربية والذي فرضه نتنياهو قبل نحو عام في إطار حملة رامية إلى استئناف المحادثات المباشرة مع عباس.وقال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي من حزب ليكود اليميني لرويترز هذا الأسبوع إن تمديد حظر البناء في المستوطنات ربما يؤدي لانهيار الحكومة الاسرائيلية وإجراء انتخابات جديدة.لكن بعض المحللين في اسرائيل يقولون إن الهجوم الذي شنته حماس في الضفة الغربية يوم الثلاثاء وضع نتنياهو في موقف أقوى للضغط على الفلسطينيين لتحسين الوضع الأمني قبل أن يقدم أي تنازلات فيما يتعلق بالمستوطنات.وقال بينيت إنه يأمل أن يوافق نتنياهو على بناء 3000 منزل جديد على الأقل لمستوطني الضفة الغربية في العام المقبل.

اعتصام في عمان ضد المفاوضات

وقد إعتصم العشرات من الحزبيين والنقابيين الأردنيين اليوم الخميس أمام مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في عمان للاحتجاج على المفاوضات المباشرة التي أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما انطلاقها بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن .وحمل المشركون في الاعتصام لافتات تصف المفاوضات بأنها " تفريط بالحقوق الفلسطينية " ، وأخرى كتب عليها : لا للمفاوضات مع العدو الصهيوني ، ولا للتفريط بالقدس والمقدسات ، ولا مكان للاجئين الفلسطينيين سوى وطنهم فلسطين .وقال أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور في كلمة خلال الاعتصام الذي شهد إحراق العلم الإسرائيلي "ان المفاوضات المباشرة تنطلق بلا أية مرجعية، وفي ظل غياب الحد الأدنى من التوازن، الأمر الذي يؤكد بانها ستكون لصالح العدو الصهيوني"وأضاف "ان هذه المفاوضات تأتي مع حكومة هي الأشد تطرفاً وعنصرية في تاريخ الدولة العبرية".وأشار الى ان هذه الحكومة استبقت المفاوضات "بالإعلان عن استئناف الاستيطان الذي لم يتوقف يوماً وأكدت إصرارها على يهودية الدولة، وعلى الاحتفاظ بالقدس والأراضي المحاذية لنهر الأردن، وعلى مصادرة حق العودة لستة ملايين لاجئ فلسطيني، وعلى دولة فلسطينية فاقدة لأية مقومات للدولة، منزوعة السلاح، بلا تواصل مع المحيط العربي، وبدون الحدود الدنيا من السيادة" .و شارك كل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك في مراسم إفتتاح المفاوضات الى جانب كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .واعتبر القيادي الإسلامي في كلمته ان "للأطراف العربية المشاركة في مفاوضات واشنطن مصلحة، فطرف منها يحتاج الى دعم أميركا من أجل تسهيل مهمة توريث الحكم، ومن أجل غض الطرف عن سياساته العرفية، التي تواجه بسخط شعبي عارم" في إشارة لمصر.وتابع "بينما يحتاج الطرف الآخر الى الحصول على بعض الدعم الاقتصادي ، ليخفف من أزمة بلده الخانقة ،وذلك في إشارة للأردن.وقال منصور أن دور الأردن ومصر سيكون" الضغط على المفاوض الفلسطيني المستسلم أصلاً لمزيد من التنازلات، ترضي عنصرية نتنياهو وليبرمان وأحلامهما التوسعية، وتستر عورة المفاوض الفلسطيني، الذي يوظف القرار العربي الرسمي في التغطية على سياسته التفريطية " .

آخر تعديل على Thursday, 16 February 2012 16:11

الأكثر قراءة