الديار: اتحاد الشباب الديموقراطي، نخبة من شباب وشابات لبنانيون علمانيون خائفون على مصير وطن، خائفون على مستقبل اخوتهم الشباب اللبناني، بفرعيه «المغرّر به، واللامبالي»، خائفون على مستقبل كل طفل رضيع، شاء القدر ان يولد في تلك الأيام العجاف في وطن مساحته 10452 كلم2، و«دينه» العام تجاوز الــ 55 مليارا من الدولارات، تقريباً العجز عينه الذي تعاني منه اليابان، مع الفارق ان اليابان هي أول دولة صناعية في العالم.
عملياً كل الشباب اللبناني يجب ان يخاف، ومن لا تعتريه أدنى درجة من القلق، فمنطقياً هو لا يحيا في دنيا الأصحّاء.والخوف في ظل هذا الوضع المخزي المرعب، ليس عيباً ولا يعتبر معرّة، ولا يحط من قيمة الانسان، لطالما ان تسونامي الافقار والتجويع بدأ يجتاح الوطن منذ العام 1992، ومدّه وطوفانه مستمران الى الآن، وما من حذر يلوح في الأفق، لكي يوقف نهب ما جناه عرق جبين الفقر والكادحين.اتحاد الشباب الديموقراطي كوكبة من شباب وشابات يسعون الى رأب الصدع، وردم الهوّة، واعادة الامور الى نصابها، لا بل اعادة مليون و200 ألف مواطن هاجروا تهجيرياً عبر تكتات موشوم عليها: ذهاب من دون ايّاب منذ العام 1992 الى الآن.اتحاد الشباب الديموقراطي خميرة صالحة لم تأبه لكنوز الضلال، ولم يغرّها عالم الوميض الذي يجعل الانسان يخسر نفسه، شباب وشابات من مختلف الأطياف والمشارب في لبنان، عادوا لينظّموا التظاهرات والاعتصامات وان كان عددهم يسيراً.لقد هالهم ارتفاع اسعار المحروقات 34.000 ليرة لبنانية سعر صفيحة البنزين، والضريبة الموضوعة على سعر الصفيحة الواحدة تفوق الخمسين في المئة، في وطن، الحدّ الأدنى للأجور فيه يبلغ 500.000 ليرة لبنانية «مصروف كلينكس وورق تواليت».انه لواقع أليم ان يمسي لبنان بقعة جغرافية من بقاع «سفَر برلك»، والعمل بالسخرة جار على قدم وساق.لقد عبّر الاتحاديون والاتحاديات عن سخطهم وامتعاضهم من الارتفاع الجنونيّ لتسعير صفيحة البنزين.فقاموا بجلب حمارين الى ساحة رياض الصلح، سائلين الدولة الكريمة: هل ستعيدون الشعب الى زمن ركوب الحمير؟ وحتى الحمار في ذهننا هذا بات يشعر مع المواطن، ولسان حاله يقول له: «شبّيك لبّيك، عبدك بين ايديك، أرجع لي زمني، وبلا عازتك يا سيارة».وقام الاتحاد بسلسلة احتجاجات على امور أخرى أليمة، ومنها الاحتجاج على نيّة الحكومة الحالية برفع نسبة الـTVA الى الـ12 بالمئة، وتعميق جراح المواطنين، والذين من الاساس اثقلت الضرائب كاهلهم، وايضاً الاحتجاج الشديد على ما آلت اليه أوضاع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.فادارة الضمان بدأت تتصرّف بمدخّرات اللبنانيين، وبحقهم في تعويض نهاية الخدمة من اجل تغطية عجز متراكم، بدأ بالظهور في الأرقام المالية للضمان منذ عام 2001.وفي ذلك العام بالتحديد، جرى التواطئ بين ممثلي الحكومة وأرباب العمل في مجلس ادارة الصندوق، والاستدانة من اموال فرع نهاية الخدمة لتغطية العجز المتراكم في فرعي ضمان الأمومة والمرض والتعويضات العائلية تجاوزت الـ700 مليار ليرة، حتى نهاية سنة 2009.أمّآ معدّل الاشتراك لدى فرعي المرض والأمومة، فجرى تخفيضه من 15% الى 9% وايضا جرى تخفيض معدّل الاشتراك لدى فرع التعويضات المالية من 155% الى 6%.لقد اثبتت التجارب ان الويلات والمآسي التي ضربت لبنان منذ نيله الاستقلال عام 1943 وحتى يومنا هذا، كانت بسبب تحكّم النظام الطائفي بمفاصل الوطن وبسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة، سياسات الإفقار والتجويع.فحريّ بنا، أن نشدّ على أيادي شباب الاتحاد العلمانيين ومؤازرتهم، فالمؤازرة تصبّ في خانة القضاء على النظام الطائفي العفن المهترىء في سبيل بناء لبنان علماني عربي ديموقراطي، وفي خانة تمكين حياة اقتصادية، اجتماعية سليمة من الوصول الى شاطىء الأمان بهدف إعادة بناء البصرة اللبنانية.فاتحاد الشباب الديموقراطي مستمر في نضاله ضدّ الفساد والإفساد والشذوذ والانحراف.وهو بانتظار الكثيرين من الجياع الصامتين ممّن تعتصر قلوبهم دماء.فكبت الغضب والحزن يزيد الطين بلّة، لذا اتحاد الشباب ينتظركم على أحر من الجمر في سلسلة تظاهراته ونشاطاته المطلبية، والهادفة اولاً وأخيراً الى تحقيق مطالبكم المحقّة، لكي تستعيدوا حيويتكم وعافيتكم، ولنحتفل معاً بعرس الوطن.
ريمون ميشال هنود