إجتمعت المنظمات العربية المشاركة في اجتماع المجلس العام لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي في بيروت وبحثت في المستجدات السياسية في المنطقة والعالم. ورأت أنه في ظل تقهقر الإمبريالية عالمياً وازدياد حدة تناقضات الرأسمالية على المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية، ينعكس ذلك معاناة شعبية على كافة المستويات، وتحديداً في منطقتنا العربية. كما أن مطالب الشعوب العربية بالعدالة والمساواة وبالكرامة والمشاركة ظلت غائبة عن التحقق مما زاد من الاحتقان الشعبي في دول المنطقة. إن التغيير الاجتماعي والسياسي الشامل يشكل الضمانة في وجه محاولة الامبريالية وقف تراجعها عبر اشعال الحروب في العالم، من خلال جيوشها وادواتها الفاشية. تتصاعد مقاومة العديد من شعوب العالم ضد نهج السيطرة والإلحاق ما يضع أحادية القطب الامبريالي امام أفق التحول نحو نظام عالمي جديد حامل لخيارات الشعوب.
في ظل ذلك أكدت المنظمات المجتمعة على أهمية المواجهة والتصدي لمشاريع الهيمنة الهادفة إلى إضعاف دول المنطقة وتكريس السيطرة الامبريالية وضمان الأمن والاستقرار للكيان الصهيوني.
وفي هذا الإطار تؤكد المنظمات على ثوابتها الداعمة لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في سجون العدو ورفع الحصار بشكل كامل عن غزة وكامل الأراضي الفلسطينية. كما ندعوا إلى عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها وإلغاء كافة أشكال التمييز ضد الفلسطينيين. وفي هذا الاطار نؤكد على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية من أجل التصدي صفاً واحداً لكل القضايا التي يناضل من أجلها الشعب الفلسطيني.
كما تدعوا المنظمات إلى تحرير كافة الأراضي العربية المحتلة في الAffinityCMSن في سوريا ومزارع شبعا وكفرشوبا في لبنان وعلى حق كافة شعوب المنطقة بمقاومة الاحتلال والاعتداءات الصهيونية عليها.
كذلك تبرز اليوم ظاهرة خطيرة تتمثل بالمجوعات التكفيرية التي تعيث الأرض إجراماً في العديد من دول المنطقة مثل جرائم داعش وأخواتها من المنظمات التكفيرية في العديد من دول المنطقة. تدعوا المنظمات إلى التصدي بشكل قاطع لهذه المجموعات وتدعوا الدول الداعمة لها تنظيماً وتمويلاً وتسليحاً إلى التوقف عن رعاية الإجرام وتصديره إلى شعوبنا.
وفي سوريا ندعو إلى حل سياسي يضمن وحدة البلاد أرضاً وشعباً ويقطع الطريق أمام أطماع القوى الدولية والاقليمية التي تسعى لإضعاف سوريا وتدميرها على كافة المستويات، ونعلن تضامننا مع الشباب والشعب السوري في مواجهة الامبريالية وأدواتها من حكومات مرتهنة في المنطقة ومجموعات تكفيرية متسترة بالدين.
أما العراق، فيعاني ما يعانيه مع نفس المجموعات التكفيرية التي تدمر تاريخه وثقافته وآثاره وتقتل شعبه يومياً ما يحتم التضامن مع الشباب والشعب العراقي في معركته ضد هذه القوى، ونستنكر عمليات القتل والاغتصاب والسبي التي ارتكبتها هذه المواجهة ضد مكونات الشعب العراقي، وتهجير ما يزيد عن مليون مواطن نتيجة لهذه الأعمال.
وفي الأردن، تستمر الدولة في تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة الأميركية وتوسع مشاريع التنسيق مع العدو الصهيوني وتشارك في الأحلاف العسكرية التي تساهم في ضرب الشعوب الصديقة في الوقت الذي تتجاهل فيه مطالب الشباب والشعب الاردني.
وعانى لبنان أيضاً من انتقال المجموعات التكفيرية إليه ولجوءها إلى العنف والتفجيرات واختطاف المواطنين المدنيين والعسكريين. وهو البلد الذى عانى منذ عقود من نظامه الذي يقسم اللبنانيين ويستغل طاقاتهم ويرهن البلد للخارج. يدعم الوفدي نضالات الشباب اللبناني من أجل التغيير نحو الدولية المدنية وتحقيق العدالة الاجتماعية وحق الشعب اللبناني في المقاومة.
وفي الخليج العربي تستمر الأنظمة الحاكمة في ممارساتها القمعية ضد شعوبها فتقوم بالاعتقالات والتعذيب في السجون وتشكل التحالفات السياسية والعسكرية الفوقية من أجل قمع الشعوب الأخرى. في هذا الاطار تؤكد المنظمات وقوفها المبدئي ضد التدخل العسكري في اليمن وحق الشعب اليمني بتقرير شكل الحكم الذي يريد. كذلك نؤكد على تضامننا مع الشعب الكويتي في مطالباته المستمرة ضد الفساد والتهميش ونضال الشعب البحريني من أجل الاصلاح السياسي وإتاحة الحريات السياسية والنقابية. ومن الطبيعي أن يقف الوفدي ومنظماته إلى جانب الشباب السعودي الذي يتعرض لحملات التوقيف والاعتقال ويدعوا إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإطلاق الفضاء السياسي أمام الشعب. أما الدول الأخرى فتغيب عنها جميع مظاهر العمل السياسي وتقوم أنظمتها على استغلال المواطنين الأجانب كما يحصل في قطر والامارات فيما هي تدعي دعم حرية الشعوب في الدول الأخرى.
وفي مصر يستمر النضال من أجل تثبيت مكتسبات الحراك الشعبي بعد عودة أركان النظام السابق إلى الحياة السياسية من باب النظام الجديد، والتضييق على الناشطين وقمع التحركات الشعبية. لذا تؤكد المنظمات على دعمها للشعب المصري في نضاله من أجل قضاياه العادلة في الحرية والمساواة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مصر اليوم. كما نؤكد على تضامننا مع مصر ضد الاعتداءات المجرمة المتكررة في سيناء منذ والمدن المصرية.
أما ليبيا فهي تعاني الفوضى التي تنشرها الجماعات المقاتلة المدعومة من دول إقليمية مثل تركيا وقطر والسودان ومن خلفهم الولايات المتحدة والناتو. في هذا الاطار يؤكد الوفدي على تضامنه مع الشعب الليبي ودعوته إلى وقف العنف وتحرير المناطق التي تسيطر عليها هذه الميليشيات، والاحتكام إلى ما يقرره الشعب الليبي.
وفي تونس يستمر نضال الشباب من أجل تحقيق مطالب الحراك الشعبي الذي نجح في إزاحة النظام السابق ومن بعده إخراج القوى الإسلامية من الحكم ضمن الخيار الشعبي الديمقراطي. ويستمر الشباب في نضالهم من أجل الدولة المدنية والمساواة والعدالة الاجتماعية رغم كل الصعوبات.
كذلك يناضل الشعب المغربي بوجه قوى المخزن الحاكمة والقوى الاسلامية من أجل الملكية الدستورية. أما في موريتانيا فيستمر اعتقال المناضل محمد الشيخ المهدد بالإعدام لذنب التعبير عن الرأي. تؤكد المنظات دعوتها لإطلاق سراحه فوراً ووقف هذه الممارسات ضد مناضلي الشعب الموريتاني.
إن منظماتنا تؤكد استمرار التعاون والتنسيق وستعمل على تنظيم الفعاليات حول القضايا المشتركة خلال العام الجاري كما ستعمل على إحياء ذكرى النكبة في ايار بشكل متزامن ومنسق بين دول المنطقة.
بيروت 5/4/2015