بيان في ذكرى استشهاد مهدي عامل‎

بيان في ذكرى استشهاد مهدي عامل‎
19 May
2014

مهدينا

من موقع الضد رأى، فاستنطق الواقع مفجراً تناقضاته فكراً نحت كلماته متدفقة على بياض الصفحات قاتلاً فراغها وبردها، لتنحفر في وعي المناضلين يدكون بها القائم، حالمين بأن الإنسان جميل حر. ولم يقفل باب القول من بعده، بل أطلق سيف النقد، وللنقد الذاتي ضرورة، ضد كل بديهي وكل فكر كسول يركن للسائد مستسلماً لهول صدمته، فكراً وسياسيةً واقتصاد. فحدد الصراع أرضاً للحياة ضد الموت وكل عدمية، وللجديد نقدا ونقضا انتمى وللسماء الزرقاء الرحبة، وللنار فاتحاً الأفق ضد الرماد. وضد الجلادين والمستعمرين والمستبدين وكل استغلال على امتداد أرض الإنسان، وعندنا في لبنان مقاومة ضد العدو صهيونياً وضد كل تابع لأسياده الإمبرياليين، فسطع وجهه في شوارع بيروت الحرب الأهلية وفي أرض الجنوب، والتاريخ بإمرة قوله انتعل العقل, هدم وبناء، على أنقاض الفاشية رسم الوطن الديمقراطي في طريق اشتراكية للإنسان، وفي غمرة الصراع وتكالب الفاشية كأحد أطرافه، ضد المضطهدين وضد الكلمة الحرة المبدعة والبحث العلمي أحد أركانها، وفي بقعة ظلام غادرة من التاريخ في يوم 18 من أيار العام 1987 صرخ كاتم الصوت خوفاً، فضحك مهدي أمام الضرورة، وكيف لا يضحك وهو الذي يعلم كصانع واع للتاريخ، وككل الصناع, "بأن للنظرية العلمية جسداً هو جسدهم، وأعصاباً هي أعصابهم، وعاطفة هي عاطفتهم، وأن لها حياة هي حياة نضالهم، وحباً في عيونهم حتى الشهادة".وفي ذكراه، وإلى جانب "الأيدي التي تحاول التّاريخ يومياً، تدكه وتحاوله، تشتق فيه درب التحرر" وأمام ملامح عودتها بعد أن خَفَت صوت الضرورة وحقيقتها النّاصعة لزمنٍ، وفي يوم عودة الفاشية إياها في ظلامها، بلساننا ينطق مهدي كشاهد على نور الحقيقة يحمله التّاريخ إلينا، ومن موقع الضدّ من جديد، ونحمل الواقع للغد بأيدينا، نكسر حدوده، ونصارع ضد الطغيان والفاشست وبرابرة الخارج وروما العصر "إسرائيل" وكل المستبدين من الدّاخل، فنقبض على المصير ليكون الفرح الكوني.

إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني 

بيروت- 18-5-2014

الأكثر قراءة