منذ تسعة وعشرون عاما" لبّى نداء الحرية في السادس عشر من أيلول أبطال من الوطن ينشدون العزّة والحرية في سبيل وطن حر وشعب سعيد، فأجبرت هذه الطلقات الأولى العدو الصهيوني على الانسحاب من بيروت مرددة عبر مكبرات الصوت "يا أهالي بيروت لا تطلقوا النار اننا منسحبون!...."
16 أيلول 1982 هو بداية عصر انهيار منظومة الجيش الذي لا يقهر، فأرسى لمستقبل قادم ساهم في الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000 تحت ضربات المقاومة، والانتصار التاريخي في العام 2006، وتحرير الأسرى واستعادة جثامين الشهداء .
كلمات معدودة خطها القائد الشهيد جورج حاوي ومحسن ابراهيم من منزل كمال جنبلاط في بيروت لخّصت بعمق الرسالة التي وصلت الى كل مقاتلي الجبهة أن هبّوا الى الزناد، فأثمرت العمليات المتكررة في بيروت قرب صيدلية بسترس و الصنائع ثم محطة أيوب في الظريف وكورنيش المزرعة ومار الياس وبربور والاشرفية والمتحف فتصاعدت وتيرة المواجهات البطولية لتجبر العدو الإسرائيلي على الانسحاب من بيروت وتكبّده الخسائر حسب اعترافات العدو نفسه.
امتدّت ساحة المواجهة واتسعت رقعتها في الجبل وخلدة ثم في صيدا والزهراني وصور والنبطية وقراها والبقاع الغربي ومرجعيون وجبل الشيخ فأرغمت العدو على الانسحاب من الجزء الاكبر، حتى وصل الى الشريط الحدودي مختبئ وراء عملائه لتستمر معها معركة المواجهة حتى أواخر التسعينيات بارزة إرهاصات الانتصار في تاريخنا الحديث مؤسسة لمرحلة التحرير الكامل وتوازن القوة مع العدو الإسرائيلي.
في هذه الذكرى نتوجّه بالتحية إلى أهالي الشهداء والجرحى والأسرى المحررين، ونتذكّر أولئك الأبطال المجهولين الذين كان لهم شرف المشاركة في استهداف العدو الصهيوني وما زالوا جنوداً مجهولين بيننا، مؤكّدين على الاستمرار في هذه الثقافة بكافة أشكالها.
إن اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني يفتخر أن العشرات من أعضائه شاركوا في أعمال الجبهة ومنهم من اعتقل أثناء تأدية الواجب في الجبهة، ومنهم من استشهد أو أصيب.
إننا إذ نستذكر هذه التجربة لنستلهم منها في نضالنا اليومي والدائم كي تبقى شعلة المقاومة قائمة ومستمرة فينا.
ونؤكّد على استمرار النضال من أجل :
1. تدريس تاريخ المقاومة ضمن المناهج الدراسية في كتاب التاريخ الموحد كي نحدد تاريخنا الحقيقي في عقول الأجيال الصاعدة.
2. تكريم معنوي ومادي لعوائل الشهداء والجرحى والأسرى من قبل الدولة اللبنانية كي ينال كل أبطال الجبهة حقّهم عبر لفتة وفاء وتقدير.
3. إطلاق أسماء هؤلاء الأبطال على الشوارع والجسور والمنشآت العامة بدل أسماء لم تقدّم إلا الخراب لشعب لبنان.
4. اعتبار 16 أيلول عيداً وطنياً واعتباره يوم عطلة رسمية.
5. ملاحقة العدو الصهيوني دولياً وقضائياً لمحاسبته على جرائمه وإجباره على التعويض عن أضرار اعتداءاته المتكررة على لبنان.
6. العمل على تشجيع المقاومة الشعبية بكافة أشكالها للعدو الصهيوني.
إنّ هذه المناسبة بقدر ما هي محطّة لتذكّر آلام الذين رحلوا وعذابات أقاربهم وأوجاع الجرحى ومعاناة الأسرى، بقدر ما هي مناسبة للفخر والعزّة والفرح بإنجاز قدّمه مقاتلو جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لكل شعب لبنان وعهدنا أن نحافظ عليه.