عماد الزغبي -السفير
أنهى أسبوعه الأول في ساحة رياض الصلح، من دون خيمة تقيه الشمس نهاراً، والرطوبة ليلاً، ولا حتى استطاع تثبيت مظلة يد على شجيرة. وحيداً حمل الموظف في وزارة الزراعة الدكتور المهندس علي برو قضية «الأمعاء الخاوية» وبقي صامداً، في إضرابه عن الطعام، يزوره بين الفينة والأخرى عدد من الزملاء، والمتضامنين مع قضيته العادلة، في الحصول على سلسلة رتب ورواتب تقيه العوز بعد خروجه إلى التقاعد بعد 11 شهرا. فالـ500 دولار التي سيتقاضاها في نهاية خدمته، لن تكفي بدل إيجار منزله، ودفع مصاريف المياه والكهرباء، حاله كحال الكثير من زملائه في الوظيفة العامة. يستغل وقت الفراغ، وحيداً يستظل فيء شجيرة وبيده كتاب، لم يطمئن إلى صحته أحد، لا «الصليب الأحمر اللبناني»، ولا «الدفاع المدني». فيفترض في مثل هذه الحالات، تواجد سيارة للطوارئ. يزوره الطبيب محمد المقداد من وقت إلى آخر. وليل أمس الأول أضطر الطبيب إلى تعليق المصل لبرو، بعدما وجد أن ضغط دمه قد انخفض إلى حد قد يشكل خطرا على حياته، على الرغم من معارضة برو للأمر. لم تنفع الاتصالات في السماح لبرو بالحصول على خيمة، ولا الوعود التي سبق وأعطاها محافظ بيروت زياد شبيب لرئيس «رابطة موظفي الإدارة العامة» محمود حيدر، ولا الضابط الذي وعده بالسماح بوضع الخيمة. وتضامنا مع برو، زاره عدد من موظفي الإدارة العامة، وعدد من الأساتذة والمعلمين، وأعضاء «هيئة التنسيق النقابية». وتحدث عضو الهيئة وليد الشعار، فلفت إلى أن الزيارة هي للتضامن مع أنفسنا، «لأن برو في تحركه يتحمل الجوع باسم جميع موظفي الإدارة العامة». واكتفى برو بالقول: «هذا هو اليوم السابع وما زلت أطالب بحقي كموظف، وأتمنى ألا أصل إلى المطالبة بحقي كمواطن، لأنه عندها لن أخلص..». وختم مستذكرا قصيدة «فلسطين» للشاعر المصري علي محمود طه «جاوز الظالمون المدى..». ووجهت مي مزهر باسم موظفي وزارة الزراعة التحية لبرو على صموده، وقالت: «نحسدك على هذا الصبر والثبات، لأنه يعبر عن قناعتك في وجه الظلم». ودعا حيدر «محافظ بيروت للمجيء إلى ساحة رياض الصلح، والموافقة على نصب خيمة في رياض الصلح لعلي برّو المضرب عن الطعام»، محملا «المسؤولين كل النتائج السلبية المترتبة عن عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب». وأكد أن «الهيئة عبرت عن الوحدة الوطنية وحملت لواءها ولواء الأمن والاستقرار، وما المطالب بإقرار السلسلة إلا جزء منها، وهي لكل موظفي القطاع العام وأسلاكه العسكرية والمدنية، وإقرارها يؤدي الى تعزيز وضع الناس وأمنهم واستقرارهم». وطالب النواب «بأن يتحملوا مسؤولياتهم في هذه الظروف التي تمر فيها المنطقة ولبنان، وان يكونوا على قدر مسؤولياتهم ويعملوا لمزيد من التلاقي والحوار وانتخاب رئيس للجمهورية، وعدم أخذ البلاد الى الفراغ». ودعا رؤساء الكتل الى «إنهاء قضية السلسلة في جلسة سريعة وفق المذكرة التي سلمتها الهيئة الى الرئيس بري، ووفق ما يؤمن حقوق جميع القطاعات الوظيفية والعدالة بينها وينصف الموظفين الإداريين ويرفع الظلم عنهم، من خلال مساواة رواتبهم بمن يماثلهم فئة». كما طالب «بالإقلاع عن زيادة الدوام التي تؤدي الى زيادة الأعباء على الموظفين من دون أن تؤدي الى رفع الإنتاجية». ورفض حيدر الضرائب على الفقراء، أو المس بالتقديمات الاجتماعية، وأكد «استمرار الإضراب والتحرك وتعطيل الإدارة والامتناع عن التصحيح إذا لم تقر السلسلة من دون خفض أو تقسيط، مع المفعول الرجعي والدرجات». وفي النبطية، قام مندوب «رابطة موظفي الإدارة» مسلم عبيد بتوزيع منشور على الإدارات العامة في النبطية، ودوائر السرايا الحكومية، بعنوان «تحية تضامن» تدعو الموظفين إلى التضامن مع برو المضرب عن الطعام من أجل سلسلة عادلة للموظف الإداري تعطيه حقوقه كحقوق أقرانه، لا سيما في السلك التعليمي لجهة الزيادات والدرجات الست. وطلب من جميع الموظفين الوقوف إلى جانب برو في ساحة رياض الصلح لأنه تضامن مع أنفسنا وحقوقنا.