روّاد «فايسبوك» يتذكّرون أيلول 1982

 

 

تكاد ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وذكرى تأسيس «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمّول)، تغيبان بشكل كامل عن وسائل الإعلام التقليديّة، إلا أنّ روّاد «فايسبوك» و«تويتر» استعادوا مشاهد أيلول العام 1982 بكثافة، خلال الأيّام الماضية. وباتت مواقع التواصل بالأمس، أشبه بمتحف للتعرّف على «جمّول». «إلى السلاح! إن شرف القتال ضدّ المحتل هو الشرف الحقيقي الذي يفاخر به كل وطني. وواجب الدفاع عن الوطن أقدس واجب»، تناقل كثيرون هذه الجملة من البيان المشترك لـ «الحزب الشيوعي اللبناني» و«منظمة العمل الشيوعي» الذي دعا قبل واحد وثلاثين عاماً إلى تأليف «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» «لمقاتلة العدو إلى حين إخراجه من كل الأراضي اللبنانية». ويستعيد آخرون أغاني وأناشيد وصوراً لشهداء وشهيدات «من المناطق والطوائف كافة»، مع نبذة عن حياة كل منهم، إضافةً إلى التذكير بالعمليات البطولية التي استهدفت جنود العدو. كما كانت كلمتا «صيدلية بسترس» و«محطة أيوب» «والويمبي»، من الكلمات الأكثر تداولاً على الجدار الأزرق نظراً لرمزيتها في بدء عمليات المقاومة في بيروت المحتلّة آنذاك. يهنّئ «الرفاق» بعضهم في الفضاء الافتراضي. يستعيدون ذكريات أيام وليالٍ من المقاومة التي جعلت العدو في الأيام الأولى لاجتياح «بيروت الغربية»، ينادي عبر مكبرات الصوت «يا أهالي بيروت، لا تطلقوا النار على جيش الدفاع الإسرائيلي، نحن منسحبون غداً».  وككلّ عام، يعود السجال حول «مَن أسس المقاومة» ليظهر على الصفحات. إذ يرى أحدهم أن «جمول هي الأساس» ويكتب آخر على صفحته «لا مقاومة سوى المقاومة الوطنية»، فيما تعلق ناشطة «إسرائيل تستهدف أرضنا وليس طوائفنا». وانتشرت صورة لرصاصةٍ رُسم عليها علم «الحزب الشيوعي اللبناني» كُتب أدناها «الرصاصة الأولى كانت «جمّول».. كي لا ننسى». ورأى آخرون أن هذا السجال «لا علاقة له بالحرص على المقاومة، بل يهدف فقط إلى مناكفة حزب الله لأسباب سياسية». فيما نشر بعضهم مقتطفات من البيان الأخير للحزب الشيوعي الذي دعا فيه إلى «استعادة الفعل الوطني المقاوم وإعادة المقاومة إلى دورها في ظل الحشد العدواني الذي يهدد الأراضي السورية واللبنانية» لدعوة «الرفاق» إلى «عدم النوم على أمجاد الماضي». ولا ينسى رواد مواقع التواصل مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا (16/17 أيلول 1982) التي تأخذ الحيّز الأكبر من التغريدات والتعليقات. وانتشر على «تويتر» وسم بعنوان «صبرا وشاتيلا»، إذ أعاد المغردون التذكير بالفظائع التي ارتكبها آنذاك جيش العدو الإسرائيلي بالتعاون مع ميليشيات لبنانية. في هذا السياق غرّد الصحافي والكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان قائلاً: «في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا الأليمة طبعاً لم تهدّد أمريكا حينها بضرب إسرائيل ولم ترسل أساطيلها إلى البحر المتوسط، فالجلاد شارون الأثير على قلبها». واستعاد بعض اللبنانيين والفلسطينيين رسوم للشهيد ناجي العلي حول المجزرة، إضافةً إلى انتشار المقطع التالي من قصيدة «صبرا فتاة نائمة» لمحمود درويش: «صبرا تنام وخنجر الفاشي يصحو (...) يغنّي (الفاشي) لانتصار الأرز موالاً. صبرا.. لا أحد. صبرا.. هوية عصرنا حتى الأبد

الأكثر قراءة