نبيه عواضة
جلست سيدة «عونية» على أريكة في صالون منزل الوزير شربل نحاس وهي تلّف عنقها بشال برتقالي عليه شعار «التيار الوطني الحر».
بدت كما لو أنها تراقب الحاضرين، وفي غالبيتهم من الشابات والشبان اليساريين، إضافة الى عدد من النقابيين والصحافيين وموظفين من وزارتي الاتصالات والعمل.
لمحها نحاس جالسة فاقترب منها وصافحها بحرارة قبل أن يقترب منه شاب آخر ليقول له: معالي الوزير، «أنا من التيار الحر جئت للتضامن معك». ربت شربل على كتف الشاب وعانقه مبتسماً.
وبصوت واثق وعالٍ لم يخلُ من الانفعال، وعلى وقع الأناشيد الثورية، بدأ «الرفيق المستقيل» حديثه في إطلالته الأولى بعد أن وضع استقالته في عهدة النائب ميشال عون، وقبل أن تعلن السرايا الكبيرة قبولها مساء.
قال نحاس إن «بدل النقل المزيف أجرٌ سرق من الناس منذ 16 عاماً. لا يمكن أن يصبح قانوناً مهما امتدت السنوات. إسرائيل قد احتلت فلسطين منذ 60 عاما فهل نقبل بها؟».
وصف نحاس الاتــفاق الرضــائي بين الاتحاد العمالي وأرباب العمل في بعبدا بأنه «اتفاق بين مجموعة تجار يشترون ويبيــعون ومجمــوعة نقــابيين يُشترون ويُباعون». وطالب شباب لبنان بالنزول اليوم للمجلس النيابي لمنع إمرار قانون بدل النقل، موضحاً أن القانون يجيز لأرباب العمل أن «يتحكموا بنوعية وسائط النقل وظروف نوم العمال في عملهم».
استعاد نحاس أمام الحــاضرين الذين قاطــعوه أكثر من مرة مصفقين، محطات نــضالية في تاريخ الحركة النقابية للوصول الى إقرار قانون العمل. وقال: «يخيفوننا ساعة بشــارع ســني شيعي، وساعة بأن المصارف ستفلس وأننا نســبب انقساما طبقياً». استذكر حادثة استشهاد العــاملة الشيوعية وردة بطرس أيام حكومة صــائب سلام والتي أدت الى حالة من الغليان والاحتجاجات الشعبية مكنت من إقرار قانون العمل الذي أعطى الحق للعمال في ان يكون لهم نقابات مستقلة، عشية الحرب الأهلية، معتبرا أن ما يجري اليوم بين ما يسمى الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي يمثل انتهاكاً لقانون العمل والتضحيات التي قدمت وهم بذلك يقومون بإعادة إنتاج نظام فاشستي. وتابع: «لقد سقط شهداء من اجل استقلالية الحركة العمالية».
لدى سؤاله عن موقفه من «تكتل التغيير والاصلاح»، وهل يعتبر أن ما جرى هو تضحية به لصالح تسوية حصلت، اعتبر نحاس أن «الأمر يتعدى الاصطفاف السياسي والقصة لها علاقة ببناء الدولة»، معتبرا أن «أملنا كبير في أن يبقى «تكتل التغيير والاصلاح».. تغييراً وإصلاحاً».