ايمن فاضل
كال مبارك ضربة موفقة للشعب المصري، فاستطاع أن يضبط وقع الشارع المصري بدهاء وحنكة، فبعد جمعة الغضب التي أدت إلى اندحار الأمن المصري والمخابرات السرية التي حاولت إرهاب الشعب بطريقة كسر العظم (وهي الطريقة التي اتبعت مع عمال المحلة سابقاً) وبعد حرق عدد كبير من آليات القمع ووقوع ادوات القمع من مسيل للدموع وهراوى وغيرها من المعدات في يد المعارضة، قام مبارك بخطة ذكية تلخصت بسحب الأمن من الشوارع لتبدو كالمنهزمة، وإفلات يد المخابرات السرية في أعمال النهب والسلب، لكن ردة فعل الشعب المصري وتشكيلها لجان لحماية الأحياء والممتلكات العامة دفعه إلى محاولة القفز على هذه الخطوة مبكراً، عبر طلبه من الجيش النزول إلى الشارع، ويكون مبارك بهذه الطريقة قد قام بما يلي:قام بإلهاء الجيش وقادته في توفير الأمن للبلاد، وقام بتسكين الشعب الذي توسّم خيراً في دخول الجيش إلى اللعبة، ظاناً منه أن الجيش سيقوم بدورٍ حاسم كما جرى في تونس، ثم يقوم خلال هذا الوقت بإعادة تنظيم وتسليح قوات الأمن والأمن السري، مستفيداً من صموده في السلطة وتوفير الجيش لعدم إمكانية امتداد الإحتجاجات لتصل إلى قصره، وبعد أن يفقد الشارع زخمه ويشعر بالجوع والتعب (خلال 3 أو 4 أسابيع) يقوم بإنزال أدوات القمع التابعة له مجدداً، ويقمع (الأقلية) الموجودة في الشارع، وذلك مع وعود بتوفير المواد الغذائية والمياه بأسرع وقت وحل بعض المشاكل بشكلٍ سريع.أمام هذه السياسة ليس أمام الشعب المصري من طريقة لإحداث تغيير حقيقي إلا بشعار واحد: نحو قصر الرئيس، وعندما يسقط يتولى رئيس المحكمة الدستورية مهمة تشكيل حكومة إنتقالية تمثل كل فئات المعارضة المصرية، يكون على جدول أعمالها بندان: تعديل الدستور واستطلاع رأي الشعب عبر الإستفتاءات، وإجراء إنتخابات.