خامنئي للحريري: عزِّز علاقتك بنصر اللّه

خامنئي: لبنان بحاجة للمقاومة طالما النظام الصهيوني قائم (دالاتي ونهرا)المقاومة وخريطة طريق حارة حريك، كانتا عنوان اليوم الختامي للزيارة الحريرية لطهران... عن المقاومة بدأ يومه الإيراني الثالث مستمعاً، وبإعلان التزامه بالمقاومة، وضع نقطة على آخر سطر الكلام وغادر إلى باريس كما كان متوقعاً، جاءت زبدة محادثات رئيس الحكومة سعد الحريري في طهران، في الساعات الأخيرة من زيارة الأيام الثلاثة، فسمع ما يحب وما يحاول أن يتجنّبه، وهو في المقابل قال كلاماً يرضي سامعيه الإيرانيين وحلفاءهم في لبنان، لكنه بلا شك سيكون مصدر انزعاج لحلفائه ولمعارضي مساعي الحل في لبنان. بدأ الحريري يومه الثالث والأخير في طهران بلقاء صباحي مع المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي دعاه إلى «تعزيز العلاقات» بينه وبين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وقال له، بحسب موقعه الرسمي، «هذه العلاقات يجب أن تتعزز أكثر فأكثر»، مشدداً أمامه على أنه «ما دام النظام الصهيوني قائماً، فإن لبنان في حاجة إلى المقاومة»، وأضاف: «لو كان بمقدوره، لكان النظام الصهيوني تقدم إلى بيروت، وحتى إلى طرابلس لتطويق سوريا. إن المقاومة هي العنصر الوحيد الذي يقف في وجه النظام الصهيوني». وردّ الحريري بالقول إن «أي انقسام في لبنان يخدم مصالح إسرائيل»، مشدداً على ضرورة «تعزيز الوحدة الوطنية» في لبنان. وكانت المقاومة قد حضرت أيضاً، مساء أمس، في اللقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي وجّه نداءً للوحدة في لبنان، وقال لضيفه «إذا كانت الحكومة والمقاومة في جبهة واحدة، فإن هذا البلد سيسلك بقوة طريق العظمة والتطور ولن يتمكن النظام الصهيوني من إلحاق أي إساءة به». أما كلام الحريري فجاء في مؤتمر صحافي مشترك عقده والنائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي، بعدما ترأسا المحادثات الختامية التي انتهت بتوقيع 9 مذكرات تفاهم، 3 منها عن رعاية المعوقين والمسنين والأطفال، وواحدة في مجال حماية المرأة والأسرة، و5 عن التعاون في مجالات: التنمية الإدارية، التعليم والتدريب، التراث الثقافي، مكافحة المخدرات، والتعاون بين وزارتي العمل في البلدين. بدأ رحيمي المؤتمر بالإشادة «بهذه الزيارة المباركة»، مبدياً ثقته «بحكمة الرئيس الحريري وحنكته لحل كل الإشكالات» المتعلقة بموضوع المحكمة الدولية. وأعلن دعم بلاده لـ«كشف الحقيقة بمعناها الحقيقي»، مع التشديد على ضرورة أن تكون المحكمة «بعيدة جداً عن المهاترات السياسية».

ثم تحدث الحريري عن النتائج الاقتصادية والسياسية لزيارته، واصفاً النتائج السياسية بأنها «كانت جيدة ومفيدة بحمد الله، لأنها أعادت التركيز على الثوابت المشتركة للعلاقة بين البلدين، وقطعت الشك باليقين، بأن إيران دولة صديقة تريد الخير للبنان ولجميع أبنائه». وأعرب «باسم حكومة الوحدة الوطنية التي تمثّل جميع اللبنانيين» عن إرادة وطنية لبنانية جامعة في بناء علاقات ودّية ومتينة مع طهران «تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والتواصل الدائم بين المؤسسات والإدارات المختصة في البلدين». وشكر لإيران وقوفها إلى جانب لبنان «في مواجهة الحرب الإسرائيلية وتداعياتها على اللبنانيين في كل المناطق»، منوّهاً «بالدعم المميّز» الذي قدمته إلى «أهلنا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية». وأكد «حق لبنان المشروع في تحرير أرضه في الجنوب»، والالتزام بتطبيق القرار 1701. لبنانياً، طمأن الحريري إلى «أن مسار الأمور يتحرك في الاتجاه الصحيح، وتحت مظلتين كبيرتين: مظلة الحوار الوطني اللبناني الذي لن ينقطع بين قيادات لبنان، مهما بلغت حدة الخطاب السياسي، ومظلة الرعاية السعودية ـــــ السورية المشتركة والمستمرة للملف اللبناني»، مضيفاً أن الدول الشقيقة والصديقة، «وفي مقدّمها» إيران، «تواكب هذا المسار بمسؤولية حقيقية وبكل أشكال الدعم الذي يستحقه». وبعدما نوّه بطريقة استقبال الرئيس الإيراني في لبنان قائلاً «إن لبنان يشرّفه أن يستقبل الرئيس نجاد بالحفاوة لما قدمته إيران إلى لبنان»، خلص إلى القول: «في لبنان حكومة وحدة وطنية ومعادلة أساسية هي: الجيش، الشعب والمقاومة، وهذا ما نلتزمه، ووحدتنا الوطنية هي التي تحمينا، ومن هذا المنطلق سنكمل في هذا المسار». وبهذه المواقف اختتم الحريري زيارته لإيران، التي نادراً ما ضُبط فيها مبتسماً، ثم توجّه إلى فرنسا حيث سيلتقي رئيسها نيكولا ساركوزي ورئيس وزرائها فرانسوا فييون، مبتسماً طبعاً. وقد وزّع مكتب الحريري البيان الختامي المشترك لزيارته طهران، الذي أكد فيه الجانبان اللبناني والإيراني عزمهما على توطيد العلاقات بين الدولتين ومؤسساتهما. وأبدت إيران دعمها وحدة لبنان واستقراره وصيغة العيش المشترك فيه، ومساندتها الكاملة للدولة والشعب والمقاومة الوطنية والإسلامية اللبنانية في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكدة ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من كل المناطق المحتلة في لبنان. كذلك أبدت استعدادها «لوضع إمكانياتها وطاقاتها في شتى المجالات الفنية والهندسية والاقتصادية والزراعية تحت تصرّف الدول الصديقة، ومنها لبنان». وأبدى الجانب اللبناني تقديره لدور إيران «في دعم تحقيق الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار في لبنان»، وأعرب الجانبان عن دعمهما للمسعى السعودي ـــــ السوري المشترك في هذا المجال. كذلك أكد الجانب اللبناني حق إيران «في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، ومعارضة سياسة المعايير المزدوجة والتمييزية في ما يخصّ الترسانة النووية وأسلحة الدمار الشامل للكيان الصهيوني، التي تمثّل خطراً على السلام والأمن الإقليمي، ويدعو إلى شرق أوسط خال من السلاح النووي». وأكد الجانبان «دعمهما نضالات الشعب الفلسطيني المظلوم في سبيل تحرير كل الأراضي الفلسطينية واسترداد حقوقه المشروعة في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريفة»، ووجوب «الوحدة والتلاحم بين الدول والشعوب الإسلامية، وضرورة اتخاذ كل الجهات المعنية الإجراءات المناسبة للتصدي للفتن الطائفية والمذهبية»، وأعلنا مساندتهما «تحقيق العدالة واكتشاف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وعدم الاستغلال السياسي للمحكمة». واتفقا على تأليف اللجنة المشتركة العليا برئاسة رحيمي والحريري، وقد وجّه الأخير دعوة لرحيمي لزيارة لبنان فرحّب بتلبيتها «في أقرب وقت ممكن». إيرانياً أيضاً، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية البرلمانية الآسيوية في دمشق، إن «الضغوط الأميركية هي التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار وإفشال المسعى الإيراني» لإحلال الاستقرار في العراق وأفغانستان ولبنان. ورأى أن القرار الاتهامي والمحكمة الدولية «مشروع أميركي يهدف إلى ضرب الاستقرار في لبنان»، مضيفاً أن «الأطياف اللبنانية المختلفة هي صاحبة الشأن، وهي قادرة على حل مشاكلها بنفسها، ولا تحتاج إلى أحد من الخارج». وأشار إلى أنه التقى الحريري قبل توجّهه إلى سوريا، «وتطرقنا إلى القضايا الإقليمية، وكانت وجهات النظر متطابقة».

عدد الثلاثاء ٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٠

الأكثر قراءة