بيروت تختنق، أو هكذا كانت الحال ليل أمس بعدما غطّت سُحب من الدخان الكثيف سماء العاصمة مصدره مبنى نجار في عين الرمانة (الشارع العريض). هناك أتى حريق، لم تُعرف أسبابه، على مستودع ضخم أسفل المبنى، أطاح الطبقة الأولى منه، وأجبر رجال الدفاع المدني على إخلاء سكانه. المدير العام للدفاع المدني العميد درويش حبيقة، في اتصال مع «الأخبار»، رأى أن سبب كثافة الدخان يعود إلى أن المستودع، الذي يمتلكه العميد المتقاعد في الجيش اللبناني إبراهيم ح.، يحتوي على «فلاتر» تستخدم لتنقية مياه المسابح، وهذه القطع تحتوي على مادة «الرزين» (مادة شبه إسفنجية) يصدر عنها دخان كثيف في حال الاحتراق، فضلاً عن سهولة اشتعالها لكونها مصنّعة على شكل ألياف، إضافة إلى وجود كمية من الأخشاب أسهمت في نقل النيران. وغادر البعض من الأهالي المنطقة المجاورة للمبنى المشتعل، الذي عمل رجال الإطفاء على إخماد الحريق فيه حتى ساعات الفجر الأولى، بسبب عدم قدرتهم على استنشاق الهواء بنحو طبيعي، وخاصة أن منهم من شعر بإعياء ودوار وألم في المعدة. ودعا الدفاع المدني المواطنين إلى «تجنب تنشق المواد السامة الناجمة عن الحريق»، الذي اقتصرت أضراره على الماديات، علماً بأن الدخان غطى سماء بيروت كلها، في مشهد بدا كأنه عاصفة ضبابية ضخمة.