أوباما يقرّ بمسؤوليته عن «الهزيمة» ... ويتعهّد بدفع الثمن

أقرّ الرئيس الأميركي باراك اوباما، أمس، بعدما أعادت صناديق الاقتراع خصومه الجمهوريين إلى موقع القوة في الكونغرس، بمسؤوليته عن «الهزيمة» التي مُني بها والديموقراطيين في الانتخابات التشريعية، والتي عزاها إلى الإحباط الشديد الذي يشعر به الناخبون إزاء الاوضاع الاقتصادية.وبعد ساعات من إعلان سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب وتمكنهم من إضعاف الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، أقر اوباما بـ«الهزيمة القاسية» في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، وقال «كرئيس أتحمل المسؤولية المباشرة عن اننا لم نحرز التقدم الذي كان علينا أن نحرزه، وعن الفشل في خفض مستويات البطالة بشكل أسرع». وردّا على سؤال حول ما إذا كان فقد التواصل مع الأميركيين، أجاب اوباما «في خضم العمل، نفقد أحيانا أثر الطرق التي ربطتنا بالناس الذين أوصلونا إلى هنا (الرئاسة) أصلا».وقال الرئيس الاميركي «اعتقد أن لا شك في ان الاقتصاد هو اكثر ما يقلق الناس. وأكثر ما يعربون عن الاحباط بشأنه هو اننا لم نحقق تقدما كافيا بشأن الاقتصاد»، وأضاف «علي ان اقوم بعمل افضل، تماما مثلما على الجميع في واشنطن أن يفعل». الا انه تجنب الاعتراف بأن اجندته السياسية التي اشتملت على تطبيق اصلاحات على النظام الصحي ساهمت في الخسارة. لكنه اقر بأن الهزيمة الانتخابية تبعث فيه شعورا «سيئا» وأعرب عن أسفه لأن العديد من الديموقراطيين خسروا مقاعدهم للجمهوريين.ووعد أوباما، الذي يواجه تركيبة جديدة في واشنطن تمنح الجمهوريين سلطة لاحباط جدول اعماله وإطلاق تحقيقات في ادارته، بالعمل مع الجمهوريين والسعي من اجل ايجاد ارضية مشتركة معهم، مؤكدا انه سيكون من أولوياته الأبرز، التباحث مع الحزبين خلال الأسابيع القليلة المقبلة في ملف خفض الضرائب، وقال «بالنظر الى المستقبل اعتقد ان السؤال سيكون: هل سيتمكن الديموقراطيون والجمهوريون من الجلوس معا ومناقشة مجموعة افكار تعالج المسائل الاساسية؟»، مضيفا «لا أفترض أن ذلك سيكون سهلا، ولا أدعي أننا سنكون قادرين على ردم كل الاختلافات».واعتبر أوباما أن «تعديل التوجهات» استجابة للهزائم السياسية، هي تجربة على كل رئيس أن يخوضها وأضاف «لكنني لا أوصي كل رئيس مستقبلي بتلقي الهزيمة القاسية التي تلقيتها الليلة الماضية. أنا أكيد أنّ هناك طرقا أسهل لتعلّم هذه الدروس»، ورأى أن نتائج الانتخابات لا تعني بالضرورة رفضا لإصلاحه نظام الرعاية الصحية، لكنه أشار إلى انه مستعد للعمل مع الجمهوريين على «تعديلات» في هذا السياق: «إذا كان الجمهوريون يمتلكون أفكارا عن كيفية تحسين نظام الرعاية الصحية... أكون سعيدا بالنظر في بعض هذه الأفكار».وأقرّ اوباما بضرورة ما سماه أحد الصحافيين «إعادة إطلاق» للعلاقات مع وسط الأعمال الاميركي، معترفا بأن حظوظه في تمرير الكونغرس لمشروع قانون التغير المناخي الذي دعمه، ستكون ضئيلة طوال ولايته الرئاسية.في المقابل، أكد زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بوينر أن خفض الإنفاق في ميزانية الحكومة الاتحادية سيكون في مقدمة جدول أعمال الكونغرس العام المقبل، وأضاف بوينر الذي يُتوقع أن يصبح رئيسا للمجلس، أن نتيجة انتخابات التجديد النصفي تمثل رسالة إلى الرئيس الأميركي لتغيير مساره. وتابع بوينر قائلا إن حزبه سيركز في الكونغرس العام المقبل على تخفيض الإنفاق في ميزانية الحكومة الاتحادية، وقال للصحافيين «من الواضح أن الشعب الأميركي يريد منا أن نفعل شيئا بشأن خفض الإنفاق هنا في واشنطن، والمساعدة في إيجاد بيئة نستعيد فيها الوظائف». وأضاف «نحن بحاجة إلى تجاوز محاولات الإعاقة والدخول في مناقشات حقيقية بشأن إجازة القوانين التي تحتاجها البلاد».واستعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب وتجاوزوا المقاعد الـ39 التي كانوا يحتاجونها لتحقيق غالبية 218 صوتا من أصل 435، إذ سلبوا الديموقراطيين 60 مقعدا على الأقل، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق الشيء نفسه في مجلس الشيوخ، وإن قلّصوا غالبية الديموقراطيين بستة مقاعد على الأقل. كما فاز الحزب الجمهوري بـ500 مقعد من مقاعد برلمانات الولايات على الأقل، وسيطر تماما على مجالس نواب ولايات مثل ألاباما وإنديانا وآيوا وماين وكارولينا الشمالية.وأثبتت حركة «حفل الشاي» المحافظة التي لفت مرشحوها في الاشهر الماضية الأنظار اليهم من خلال تصريحاتهم المتطرفة احيانا وغير اللائقة احيانا اخرى، وجودها على الساحة السياسية مع دخول عدد من اعضائها الى مجلس الشيوخ الاميركي. وبات راند بول (47 عاما) العضو الاول في الحزب الذي يدعو الى ضرائب اقل وحكومة اقل تدخلا في الشأن العام، الذي ينتخب في ولاية كنتاكي. وتلاه بعد ذلك مارك روبيو (39 عاما) المتحدر من اصل اسباني في فلوريدا والنجم الصاعد للحركة. وسارع روبيو الى تحذير الجمهوريين التقليديين من ان الاعضاء الجدد في مجلس الشيوخ لن يلتزموا بالقواعد القديمة. وقال بعيد اعلان انتصاره «نرتكب خطأ جسيما اذا اعتقدنا ان نتائج هذا المساء هي بمثابة انتماء الى الحزب الجمهوري. انها فرصة ثانية للجمهوريين ليصبحوا ما قالوا انهم يريدون ان يكونوا عليه قبل زمن ليس ببعيد».وفي نيفادا فاز زعيم الغالبية الديموقراطية السابق هاري ريد الحليف المقرب من الرئيس الاميــــركي بفارق بســــيط على الجمهورية شارون انغل التــي تحظى بدعم «حفل الشاي». (أ ب، أ ف ب، رويترز)

الأكثر قراءة