اسرائيل تعترف بنجاح حزب الله في اعتراض صور طائرات التجسس قبل عملية الأنصارية عام 1997

إعترف الجيش الإسرائيلي بأن حزب الله كان على علم مسبق بعملية الإنزال الإسرائيلي على الشواطئ اللبنانية في منطقة الأنصارية عام 1997 والتي قُتل خلالها جميع أفراد وحدة الكوماندوس الإسرائيلية الـ12.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم 27 اكتوبر/تشرين الاول ان تدقيقا أجراه خبراء إسرائيليون أكد على أن حزب الله نجح فعلا في اعتراض صور جوية كانت تبثها طائرات تجسس إسرائيلية، وعلى اثرها نصب مقاتلو الحزب كمينا لقوة الكوماندوس الإسرائيلية قرب قرية الأنصارية وقتلوا جميع افرادها.

وتقول الصحيفة العبرية ان الاعترافات الإسرائيلية الجديدة تتناقض مع ما خلصت اليه لجنة تحقيق إسرائيلية  قالت حينها إن الكمين كان عشوائيا، وتشير الى ان التدقيق الذي أجراه الخبراء الإسرائيليون يؤكد على أن صور طائرة التجسس الصغيرة من دون طيار الإسرائيلية التي استعرضها أمين عام حزب الله حسن نصر الله خلال مؤتمر صحافي عقده في 9 آب/ أغسطس الماضي، وقال إنها توثق الموقع الذي جرت فيه عملية الكوماندوس البحري الإسرائيلي،  كانت صورا حقيقية.

وقارن خبراء إسرائيليون الصور، التي استعرضها نصر الله خلال المؤتمر الصحفي مع الصور التي وصلت إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية في الفترة نفسها التي تحدث عنها نصر الله وتوصلوا إلى استنتاج بأن اقوال أمين عام حزب الله كانت صحيحة. وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب المؤتمر الصحافي نفى أوفير صحة أقوال نصر الله وقال "لقد دققت في موضوع الطائرات الصغيرة بدون طيار وتوصلت إلى استنتاج بأنه لم يكن هناك تسرب جعل حزب الله مستعدا لهذه العملية".

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" إن هذا الاستنتاج يعني أن كارثة الكوماندوس البحري وقعت نتيجة تسرب معلومات عسكرية سرية ووصولها إلى حزب الله، وذلك خلافا لاستنتاجات اللجنة التي ترأسها حينها اللواء غابي أوفير وحققت في الحدث واستنتجت أن الحديث يدور عن كمائن عفوية نصبها حزب الله في مواقع مختلفة.

واستنتاج آخر تم التوصل إليه هو أنه لم يكن لدى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات بشأن القدرات التكنولوجية لحزب الله وأن جهاز الأمن الإسرائيلي لم يدرك عمق تغلغل  الإيرانيين في حزب الله والذي كان سريا في حينه، حسب الصحيفة.

وتبين من تدقيق الخبراء الإسرائيليين أيضا أن الصور التي كانت تبثها طائرات التجسس الصغيرة بدون طيار لم تكن مشفرة ولذلك فإنه بالإمكان التقدير أن الصور لموقع الأنصارية لم تكن الوحيدة التي اعترضها حزب الله حول عمليات قوات الجيش الإسرائيلي في لبنان، وجميعها سرية، والناتجة عن إخفاق تكنولوجي – استخباري.

وكانت إحدى لجان التحقيق الداخلية التي شكلها الجيش الإسرائيلي في أعقاب عملية الأنصارية قد قدرت في استنتاجاتها حدوث تسرب معلومات إلى حزب الله لكنها لم تتمكن من التأكيد على أن احتمال تسرب كهذا أدى إلى نصب كمين حزب الله.

وقال مصدر في مكتب الناطق العسكري الإسرائيلي إنه في أعقاب تدقيق الخبراء الإسرائيليين والتأكد من تسرب معلومات لحزب الله تقرر أخيرا تشكيل طاقم تحقيق جديد  في عملية الأنصارية.

آخر تعديل على Tuesday, 02 November 2010 08:08

الأكثر قراءة