تحدث رئيس إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني الرفيق علي متيرك في كلمته في الذكرى الخمسين لإستشهاد الثائر الأممي تشي غيفارا،
عن كوبا التي شكلت موقعا ثوريا بشعبها وقيادتها المتفانية والصامدة رغم كل محاولات التحريض ومخططات زعزعة الإستقرار، بقيت متمسكة بأفكار ثورتها قوية بشعبها،جميلة بكفاحها، منارة لكل أحرار العالم بقيادتها من فيديل إلى راوول إلى من يحسب إسطورة من من الخيال والقصص المثالية الثائر أرنستو تشي غيفارا .
ترى من أي الأبواب المشرعة ندخل عليه، ونقلب صفحاته المليئة بالضؤ، كثيرة هي الأبواب التي تفضي إلى عالمه الفسيح الذي ملأ الأرجاء والكون بروح النضال والنبل والشجاعة وإنحيازه للإنسان في أرضه وتحت كل سماء، فإستوطنه هذا الإنحياز منذ شبابه فإختار موقعه باكرا على خط المواجهة ضد سلطات الإبادة وإستغلال الشعوب.
إنه تشي غيفارا الذي قال فيه بول سارتر " بأنه ليس مثقفا فقط ، ولكنه أيضا أكمل إنسان في عصرنا "
إنه غيفارا الذي إرتقى من شخصية الطبيب الذي يمكن أن يؤدي دوره الإنساني في معالجة المرضى إلى شخصية الثائر الذي يبحث عن أسباب المرض والفقر والإستغلال، فإختار المواجهة ضد الأنظمة التابعة للمشروع الإمبريالي والمعادية لشعوبها نصرة للفقراء .
فخاض معركة الحرية مع الشعوب من غواتيمالا والكونغو وفييتنام وتشيلي الى الجزائر والمغرب وغزة في فلسطين حيث المعركة تتشابه بين شعب محتل وأرض مغتصبة، وعدوانية إسرائيلية، تحتل الأرض وتحاول تطويع شعب بطل، فتشابهت الظروف بين كوبا وفلسطين وتشابهت المواجهة .
كذلك في لبنان شكلت ثورة كوبا وقيادتها نموذجا للتحرر والهزيمة أثناء الإجتياح الإسرائيلي رغم الحصار المتشابه من الطائرات والمدمرات وزعزعة الإستقرار.
فنحن الشعوب على مساحة مناعتنا وارتباطا بفكرنا التحرري، وليس على مساحة أنظمتنا البالية المرتبطة بالخارج .
فتحية للشعب الكوبي الذي أثبت عجز القوة عن كسر الإرادة وأنه ليس بإستطاعة لا قوة تكنولوجية ولا قوة عسكرية إخضاعه.
هكذا فهمنا غيفارا هذا الوجه المضيء الذي كشف النقاب عن الوجه البشع للسياسات الرأسمالية التي أغرقت شعوب أميركا اللاتينية بالفقر والجوع والمرض والجهل،وصادرت ثرواته .
لذلك شكل غيفارا نموذجا لدى رفاقنا في إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، وسلاحا ثقافيا ومعرفيا في معاركنا اليومية في وجه سلطات الفساد المتعاقبة، كذلك في مواجهة الإحتلالات المتكررة للعدو الصهيوني على أرض لبنان وشعبه .
فأصبح غيفارا مثالا بسيرته ومواقفه الجريئة،وأعماله الإنسانية سببا من أسباب تقدم الشعوب ونهضتها .
سيبقى تاريخ 9 تشرين أول، يوما لميلاد أسطورة واقعية شكلت مفارقة في الحياة السياسية والثورية.
عاشت ذكرى تشي غيفارا، وليبقى في ذاكرة أحرار العالم ملهما ومنبها من مخاطر الإستغلال والإحتلال، ونموذجا للتواضع والتفاني والجرأة.
وستبقى صورتك بعينيك المثقلتين بالأسئلة وصدرك المثخن بالتعب وقلبك المرصود للموجوعين كأنك تقول لنا ألصمت لون من ألوان الموت فلا تلبسوه .
لن نلبس لون الصمت" فأي طعم للحياة إن لم يكن لسعادة الإنسان.